نعامل الديموقراطية وكأن الديموقراطية هي اختراع أهل البلد ولا نسمح لأي شخص خارج حدود البلد بانتقاد ديموقراطيتنا سواءً كان هذا الانتقاد صحيحاً أم خاطئاً...
السؤال المتكرّر أو لنقل الاتهام المتكرّر دائماً بأي انتقاد موجه للحريات والديموقراطية في أي بلد به هامش من الحريات هو أن وجود الديموقراطية بالبلد هو السبب الرئيسي والأساسي والوحيد لكل مشاكل البلد...؟
لا يوجد أي سبب مقنع يفسر لماذا ننتفض ونهاجم أي شخص من خارج البلد ينتقد الديموقراطية والحريات بالبلد، وينسب لهما سبب كل مشكلة يعاني منها البلد أو أنهما سبب تأخرنا بالتطوير العمراني والخدماتي...
فالديموقراطية والحريات التي ندعي أننا نعيشهما ليسا ضد أي انتقاد أو إبداء للرأي، فلماذا نحن نهاجم كل من ينتقد أو يبدي رأيه...!
فالصين مثلاً تعتبر دولة متقدمة عمرانياً وحضارياً وفكرياً وبكل النواحي، وإنتاج الصين تتسابق الدول لاقتنائه، ولكن هل سمعت عن مَن أمنية حياته هي الهجرة للصين...!
وبالمقابل تجد أن أهل الصين قد هاجروا لجميع بقاع الأرض التي تتمتع ولو بجزء بسيط من الحريات والديموقراطية وتركوا خلفهم كل أنواع الحضارة والتطور بحثاً عن الحريات والديموقراطية...
فأيهما أهم التطور العمراني والصناعي و... و... إلخ، أم الحريات حتى وإن لم تكن مكتملة لكنها موجودة...
بالطبع وجود التطور والحريات معاً هو الأفضل وهما يكملان بعضهما البعض وان كان التاريخ يثبت أن تمتع أي مجتمع بالحريات هو من الأسباب الرئيسية للحفاظ على هذا المجتمع عند الأزمات والكوارث...