No Script

كلمة صدق

الرعي في المحميّات الطبيعية

تصغير
تكبير
تقدم أحد أعضاء مجلس الأمة باقتراح للسماح برعي الماشية لفترة محددة بالسنة بالمحميات الوطنية. مما لا شك فيه أن تربية الماشية تمثل جزءاً مهماً من الثروة الحيوانية للبلاد وهي تدخل بذلك ضمن توفير الأمن الغذائي الذي هو من أساسيات حاجات الناس، على ذلك فمربو الماشية لهم اسهام فعال في تأمين هذا المورد الغذائي الإستراتيجي.
لكن هل تكون تنمية الثروة الحيوانية عبر الحاق الضرر بالمحميات، والتي هي بدورها تعتبر دعامة رئيسية للثروة الحيوانية والنباتية والبيئة في البلاد، ويمتد تأثير المحميات خارج البلاد أيضاً؟
قد يكون في حيثيات اقتراح النائب ورود جزئية بأن رعي الماشية في المحمية يساهم في التوازن البيئي فيها، لكنه ما تم انشاء المحميات بالأساس إلا لحمايتها من الرعي الجائر أو الصيد الجائر وغيره.

أيضاً يحتاج الرعي في المحمية ان تم إلى المراقبة عن كثب، فقد يؤدي الرعي الجائر إلى تعرية التربة أو انضغاطها أو التأثير على التنوع الحيوي كما يقول المختصون بهذا المجال.
فلقد تم انشاء المحميات للمحافظة على البيئة الطبيعية في البلاد، وحتى المساهمة في المحافظة على البيئة بالعالم بشكل عام، وذلك عبر إعادة توطين الحيوانات والنباتات خصوصاً المهددة منها بالانقراض، كما ان المحمية تمثل محطة مهمة للطيور المهاجرة، وتحافظ المحمية أيضاً على بعض النباتات في البيئة البرية في الكويت كالنوير والحميض والسويدة وغيرها.
ومن الوظائف الرئيسية للمحميات مقاومة زحف الرمال، بوجود بعض النباتات التي تحمي التربة من الانجراف.
وتحمي التربة بدورها التنوع البيولوجي في البئية، كما انها تحافظ على النظام البيئي وعلى التنوع الاحيائي من تنوع جيني.
إضافة إلى ما تمثله المحمية من أهمية ثقافية عندما تحافظ على مئات من أنواع النباتات البرية في البلاد، وحماية بعض أنواع الحيوانات التي تسكن الوحل أو المطاين كالشليمو، وعبر توفير بيئة لمئات من أنواع الطيور المهاجرة التي تعبر الكويت وبعضها يقضي الشتاء فيها في هجرتهم من الشمال البارد للجنوب الدافئ في بداية الشتاء، وبالعكس مع بدايات فصل الصيف.
عوداً إلى أصحاب الماشية بالكويت وتهيئة الظروف لدعمهم ليقوموا بدورهم في دعم الثروة الحيوانية في البلاد، فمن الممكن اقتراح أن تعاد دراسة عملية الدعم الحالية التي قد لا تكون كافية، لمربي الماشية، وذلك أن تكون عملية الدعم متزامنة مع متابعة عن كثب من الجهات المختصة، فمن يساهم بشكل فعال في تنمية الثروة الحيوانية يكن له دعم متناسب مع اسهاماته في تنمية ثروته الحيوانية. فبعض الدعومات لا يتم استغلالها من البعض بالصورة المطلوبة في تنمية الثروة الحيوانية وهذا أمر معروف عند مربي الماشية وعند الجهات المعنية، لذلك عمليات الدعم تحتاج رقابة وآلية متابعة.
اقتراح آخر لدعم مربي الماشية واسهاماتهم في تأمين اللحوم الحمراء في البلاد، هو في استحداث بعض الأراضي لتكون مراعي صناعية، تتم زراعة نباتات خاصة للرعي فيها، وهناك أمثلة في العالم للمراعي الصناعية يمكن الاستفادة منها.
ان دعم مربي الماشية الذين يساهمون في دعم الأمن الغذائي في البلاد أمر مستحق ومطلب وجيه، لكن دون مس المحميات التي تعتبر مكاناً حيوياً بيئياً في البلاد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي