الكتاب متعة... الذي يتداوله يحس براحة كبيرة عندما يجيب عن استفسارات عالقة في ذهن القارئ، يتشوق بأن يجد لها إجابة أو سبيلاً للوصول إلى غايته من الاستفسار واستبصار الحقيقة ومعرفة الهدف.
كتاب طيب هو «علماء الشيعة الأوائل ودورهم في المجتمع الكويتي منذ التأسيس إلى الاستقلال».
تحدث عن كوكبة من العلماء الذين أثروا المجتمع بثقافات دينية واتجاهات طيبة وبصائر مفيدة من أجل الارتقاء بالمستوى الثقافي والاستزادة والاستبصار في المفاهيم الدينية المختلفة.
سلّط الدكتور عبدالمحسن جمال الضوء على مجموعة من العلماء الأوائل الذين قدموا إلى الكويت مع عوائلهم وسكنوا فيها وقاموا بالتدريس والتعليم والتربية والثقافة الدينية، وساهموا في بناء المساجد وتقلدوا إمامتها وقاموا بعقد القران لراغبي الزواج والصلاة على الميت، وغير ذلك من الأمور التي يقوم بها علماء الدين، إضافة إلى الدور الاجتماعي الذي قادوه لتوحيد المجتمع الكويتي وتعزيز اللحمة الوطنية والدفاع عن الكويت في أوقات المحن والشدائد والحروب، إلى جانب خلق روح المحبة والتآخي والتعاون بين الكويتيين جميعاً حتى أصبحت الكويت مضرباً للأمثال في تعاون أهلها وتمسكهم بوحدتهم وأرضهم وترابهم، وليكون بلداً آمناً محباً للخير ومتعاوناً مع المجتمع الإنساني ومحباً لكل مَنْ يأتيه لطلب الرزق الحلال والعمل الصالح.
واستطرد الدكتور عبدالمحسن جمال في حقائقه الشيقة حيث قال:
إن أول معلم عرفته الكويت هو ملا قاسم حسين باقر، الذي افتتح أول مدرسة لتعليم التلاميذ تلاوة القرآن الكريم عام 1887م وكان موقعها في شارع الأمير في منطقة قيصرية التجار.
(النوري قصة التعليم في الكويت والشيخ علي عبدالمنعم، القبس عدد 4971)
وبعد ذلك جاء من العراق الشيخ موسى المزيدي، الذي كان يؤم المصلين في مسجد الصحاف، والشيخ محمد بن حسين الصحاف، وذكر أيضاً مَنْ جاء بعدهم من العلماء، كالشيخ الشنقيطي، والشيخ حافظ وهبة، والسيد مهدي القزويني، والميرزا علي الحائري الإحقاقي، والشيخ يوسف بن عيسى القناعي، والسيد جواد القزويني، والسيد عبدالله الموسوي (العالم)، والشيخ عبدالله النوري، والميرزا حسن الإحقاقي، والميرزا إبراهيم جمال الدين، والسيد عباس المهري، والسيد علي شبر الحسيني، وغيرهم من الفضلاء الذين نشروا الثقافة الدينية في الكويت.
كتاب سلس في حقائقه متسلسل في أفكاره الذي يتصفحه يحصل على حقائق طيبة ومعلومات خلاقة يسعد المرء بالتعرف عليها وانضمامها إلى ما يمتلك من حقائق وأفكار.
نسأل الله الكريم التوفيق والسداد لأستاذنا الدكتور عبدالمحسن جمال، حتى يستمر في عطائه وأفكاره الطيبة التي تثري المكتبة العربية بكتب تحمل في طياتها المتعة والثقافة وتكون خير جليس لمَنْ يخوض في أفكارها وبذلك تتحقق فكرة المتنبي في قوله:
أعزُ مكانٍ في الدُنى سرجُ سابحٍ
وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ