ان المتتبع للقضايا التي طرحت أثناء الانتخابات البرلمانية في العقد الأخير، يجد أن الفساد وقضايا الفساد كان لها نصيب الأسد، وربما هناك بعض المرشحين الذين حالفهم الحظ بالنجاح قد كان طرحهم مرتكزاً على محاربة المفسدين وقضايا الفساد.
وأيضاً المتتبع يلاحظ بشكل واضح أن غالبية هذه القضايا تتبخر بعد الوصول للبرلمان، و يبقى الفساد و يزداد عدد المفسدين...
وإن الملفات التي لوح المرشحون بكشف محتواها وفضح الفاسدين غالبيتها يختفي تماماً بعد انتهاء الانتخابات سواءً حالف الحظ أم لم يحالف الحظ من حمل هذا الملف وهدد بكشف محتواه، وبالطبع ان اختفاء هذا الملف سيكون موقتاً بانتظار الانتخابات المقبلة، وحتى ان أخذ الله أمانته فإن نسخة من هذا الملف سوف تدفن مع الفقيد والنسخة الأصلية سيحملها الورثة، وسيقف الوريث الشرعي للمقعد البرلماني حاملاً الملف ذاته ومهدداً بكشف محتواه أثناء الانتخابات، حاملاً شعار محاربة الفساد بهذا الملف...
إن البلد لم يعد بحاجة لمن يلوح بملفات الفساد، أو يهدد بكشف الفساد، فقد أصبحنا بالفعل نحتاج أن يكون لدينا جيل يستطيع القراءة والكتابة أكثر من حاجتنا لأي شيء آخر، إننا بحاجة لمن ينتشل التعليم من المستنقع الذي أوقعوه به...
نعم إن أردنا أن نحارب الفساد فعلينا أن نبدأ من المربع الأول وهو القراءة والكتابة، فجيل لا يجيد القراءة لن يستطيع محاربة الفساد لإنه باختصار هو الوقود الذي يغذي الفساد...