أبعاد السطور

تركيا تحاول غسل وجهها!

تصغير
تكبير

‏سافرت إلى تركيا ثلاث مرات قبل أن يزدحم عليها السياح العرب، في الأعوام: 2008، 2009،2010، وكنت أحرص أن أتجنب المدن المزدحمة بالناس سواء الأتراك أو السياح بصفة عامة، تجنباً للاعتداءات المتكررة والسرقات الفندقية ومكر النشالين، لذا، كنت أتجه نحو المدن والقُرى البعيدة التي تجمع بين الساحل والريف. ورغم ذلك كنت اتعرض لمواقف سيئة بسبب طمع وجشع وعدوانية بعض الأتراك، ما حداني أن أتجه لأقسام الشرطة لأخذ حقي.
‏في العامين 2022 و2023 تنامى بشكل كبير وملاحظ العنف الذي يصدر من بعض الأتراك تجاه السياح بصفة عامة وليس العرب أو الخليجيين بصفة خاصة. وكذلك طالت يد العنف والعنصرية التركية حتى وصلت للاجئين السوريين فبهدلتهم وظلمتهم وآذتهم في رزقهم وكرامتهم!

‏استمرار القتل والاعتداء الجسدي والإيذاء المعنوي ولا سيما السرقات المتواصلة ضد السائحين القاصدين لتركيا يتفشى بشكل سريع دون ردع وحزم...، حتى ان بعض البلديات التركية أزاحت لوحات المحلات التجارية والمطاعم المكتوبة باللغة العربية!
‏الرئيس التركي أردوغان خرج بنفسه وصرّح أكثر من مرة، كان آخرها منذ يومين، يدعو عموم الأتراك أن ينسجموا من السياح وألّا يؤذوهم، وأن يبتعدوا عن عنف العنصرية مع العرب، لكن على ما يبدو أن الجلافة والعنف والعنصرية تسري في دماء الأتراك إلا من رحم الله منهم.
وفي يوم الأمس بحسب العديد من الصحف والقنوات الإخبارية التركية، نفذت السلطات التركية حملة اعتقالات واسعة طالت نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بتهم «التحريض على الكراهية والعداء ونشر معلومات مضللة»، وأن السلطات التركية أعلنت عن اعتقال 27 شخصاً في 13 منطقة بتركيا، من بينهم أصحاب ومحررو عدد من الصفحات الإخبارية.
جاءت هذه الحملة من السلطات التركية متأخرة جداً، بعدما أكلت نار العنصرية العدوانية الصورة الجميلة للسياحة في تركيا، وهي ليست إلا محاولة لغسل وجه تركيا من غبار العنصرية الذي التصق به، بسبب إهمال توسع وتمدد العنصرية في بلادهم!
‏في نهاية المقال... لم أجد أسوأ من السياحة في تركيا، وأرشيف الإنترنت مكتظ بالكثير من الفيديوهات التي تُدين تصرفات العنصريين والعدوانيين من الشعب التركي، لذا، من الأفضل في الوقت الراهن أن يترك السفر نحو تركيا إلى أن تتعدل الأوضاع عندهم وتسيطر الحكومة التركية على هذا المرض الاجتماعي الذي انتشر عندهم!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي