كنت أمزح مع ابني طارق وهو صغير وأناديه (بديك الجن) فيقول لي أنت والد (ديك الجن) وهل للجن ديك... لا يصيح بهم لأنه لا صلاة للجن... وأعود إلى هذا اللقب...
ديك الجن هو لقب عبدالسلام بن رغبان بن حبيب.
كان جده تميم، ممن أنعم الله عز وجل عليه بالإسلام... من أهل مُؤتة على يدي حبيب بن سلمة الفهري وكان من الشعوبيين متعصباً على العرب... ويقول ما للعرب علينا فضل، جمعتنا وإياهم ولاة إبراهيم (ع)، أسلمنا كما أسلموا...
وكان ديك الجن من ساكني حمص، ولم يبرح نواحي الشام، وكان يميل إلى التشيع وله مراث كثيرة في الحسين بن علي وآل بيت النبوة...
وكان له عم خليع ماجن معتكف على
القصف واللهو متلافا للمال الذي ورثه عن آبائه.
وكان له ابن عم يعظه وينهاه ويجادل في إبعاده عن أصحابه الجان... جاء في ديوانه:
مولاتنا يا علام مبتكرة
فباكر الكأس لي بلا نظرة
غدت على اللهو والمجون على
الفتاة الحيية الخفرة
**
قل لمن كان وجهه كضياء الشمس
في حسنه وبدر منير
كنت زين الأحياء إذ كنت فيهم
ثم قد صرت زين أهل القبور...
تزوّج ديك الجن بامرأة من أهل حمص اسمها (ورد) وكان يحبها، فخرج يوماً من حمص في سفر طويل فزور ابن عم له أخباراً فيه قدح بعفاف زوجته... وأشاع أنها تحب غلاماً في البيت فعاد إلى بيته وقتل زوجته والغلام، ولما تبين أن ذلك أكذوبة مختلقة من أساسها، ندم ندماً شديداً لا يأكل إلا ما يقيم رمقه وقال في ندمه:
يا طلعة طلع الحِمام عليها
وجنى لها ثمر الردى بيديها
رويت من دمها الثرى ولطالما
روى الهوى شفتي من شفتيها
قد بات سيفي في مجال وشاحها
ومدامعي تجري على خديها
وندم بعد ذلك وأخذ يبكي زمناً على قتله إياهما.