غازٍ يفترس الطيور المحلية... ويأكل صغارها!
«المينا» الشرس يشعل سجالاً بين الناشطين
- المعترضون: يهاجم الأفراخ ويدمّر أعشاشها
- المؤيدون: من الطيور المفيدة والحيوية
أشعل طائر المينا الهندي خلافاً بيئياً بين الناشطين البيئيين، ففي وقت طالب فيه البعض بـ«اتخاذ إجراءات تحمي الطيور المحلية التي يقوم طائر المينا بمهاجمتها وافتراسها»، أكد آخرون أنه من «الطيور المفيدة والحيوية لأقصى درجة رغم كونه دخيلاً على الكويت».
ورصد ناشطون انتشار هذا الطائر في منطقة الشويخ ومهاجمته للحمام وأفراخ الطيور الأخرى وبيضها وتدمير أعشاشها وأماكن سكنها، لافتين في الوقت ذاته إلى أنه «ينقل الجراثيم والطفيليات، ويتسبب في نشر الأمراض».
سعد الحيان: يتغذى على فروخ الطيور الأخرى وتكاثر أعداده... مقلق
قال الناشط البيئي سعد الحيان لـ«الراي» إن «طائر المينا من الطيور التي لها أضرار بيئية، وتم جلبها للكويت عن طريق هواة ومحبي الطيور ما أدى إلى تكاثرها وتمركزها في المدن والمتنزهات نظراً لصعوبة صيدها في هذه الأماكن لازدحامها بالمباني والحركة البشرية المستمرة»، لافتاً إلى أن«هذا الأمر أدى إلى حدوث خلل في التوازن البيئي».
وبيّن أنه «يُصنف من الطيور العدوانية نحو الأنواع الأخرى من الطيور، ويقوم بالتنافس على أعشاش الطيور المستوطنة والمهاجرة إلى جانب أنه يعتمد في غذائه على تناول فروخ الطيور الأخرى».
وشدد على أنه «من أكثر الطيور الدخيلة والعدائية والغازية، واقتحم الأنظمة البيئية المحلية بقيامه بمهاجمة الأعشاش والقضاء على الطيور الصغيرة، حتى وصل للطيور الأكبر منه حجماً لقتلها وإزاحتها من موطنها وأعشاشها وأماكن سكنها، ليؤدي ذلك إلى اختفائها تدريجياً ليصل إلى انقراضها».
وأشار إلى أن «بعض الكائنات الحية قد لا تكون ذات أهمية في حال انقراضها، ولكن توجد أنواع أخرى قد تكون أساسية ورئيسية في المحيط الحيوي وغيابها يؤدي إلى انهيار النظام البيئي، وهذا أمر يجعلنا نقلق تجاه قضية تكاثر أعداد طيور المينا، لذلك من واجبنا حماية البيئة باتخاذنا الإجراءات المناسبة للحدّ من انتشار هذه الطيور، لإعادة التوازن البيئي».
أسعد الفارس: لم يُشكّل بعد أسراباً في الكويت وأراقبه في حديقة معهد الأبحاث
أوضح الباحث البيئي أسعد الفارس لـ«الراي»، أنه «كثر الحديث عن الطائر، بين مؤيد ومعارض على حسب البلاد التي ينتشر فيها، ففي أستراليا يشكل أسراباً بمئات الآلاف، وفي الهند يعد رمزاً للحب لأن الذكر يعيش مع أنثاه بين 12 إلى 24 عاماً».
ولفت إلى أنه «طائر أكبر من العصفور وأصغر من الحمامة (متوسط القد) أصفر الأرجل ومنقار ألوانه سوداء وبنية وحول عينه دائرة صفراء، ويتغذى على البذور والثمار والحشرات، ويُتهم بمهاجمة أعشاش الطيور فيفتك بالبيض والفراخ».
وتابع «إلى جانب بيئته الطبيعية في الهند وباكستان وبنغلاديش وشرق آسيا وأستراليا، يتواجد في دول أخرى ولذا سمي بالغازي أو الدخيل، وقد يتكاثر ويتأقلم في البيئات الجديدة كما في أميركا الجنوبية وجنوب أفريقيا، ووردت شكاوى منه من مؤسسات الحياة الفطرية من عمان والسعودية بأنه متهم بالعدوانية ومهاجمة أعشاش الطيور وصغار العصافير والحمام، ونقل الجراثيم والطفيليات للبيئة التي تعيش فيها، ومزاحمة الأحياء في بيئتها وتدمير المحاصيل والغلال».
وأضاف: «أما موقفنا منه في الكويت فهو يعيش أزواجاً في الحدائق والمزارع، ولم يشكل أسراباً بعد، ولهذا دافع البعض عنه، ولكن هناك ثلة من خبراء الطيور (من بينهم الباحث عبدالرحمن السرحان والمهندس عبدالمحسن السريع) تثق بالمؤسسات التي نبهت من مخاطره، كما أن الباحث السعودي الدكتور عبدالفتاح عبد ربه، كان له نفس التحذير من مخاطره».
وأردف: «أن تقارير المنظمة العالمية لحماية الطبيعة، صنفته كأخطر 3 طيور في العالم، ولذا نحذر من خطره المحتمل حتى وإن كان لم يشكل ظاهرة خطرة في الكويت بعد». وخلص إلى القول «أنا شخصياً أراقبه في حديقة معهد الكويت للأبحاث العلمية، ولم ألحظ الذي قيل عنه».
راشد الحجي: مفيد وحيوي لأقصى درجة
في مقابل الآراء المحذرة منه، قال رئيس فريق عدسة البيئة الكويتية راشد الحجي لـ«الراي» إن «طائر المينا الهندي من الطيور الدخيلة على الكويت، وهو مفيد وحيوي لأقصى درجة».
فنيس العجمي: يوجد بكثرة في الشويخ... وتواجده يتسبب في اختفاء الطيور الأخرى
أكد الناشط البيئي الدكتور فنيس العجمي لـ«الراي»، أنه «يوجد بكثرة في منطقة الشويخ، وبدأ ينتشر في كل مناطق الكويت، وهو طائر غازٍ وتواجده يتسبب في اختفاء الطيور الأخرى أو تناقص أعدادها وهذا أمر تم توثيقه، فهو طائر مفترس يهاجم جميع الطيور ومن بينها الحمام».
وشدد العجمي على «ضرورة المحافظة على الطيور المحلية التي تعاني أصلاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة، في ظل ما يقوم به هذا الطائر من مهاجمة الطيور وصغارها وأكل بيضها، ولذا وجب التحرك لدراسة أضراره مثل ما تحركت بعض الدول قبل أن تزيد أعداده ويقضي على الكائنات الأخرى».