حروف باسمة
أربعينية الإمام الحسين تُثير الاهتمام وتبعث على التفكير
إمعان الفكر في أيّ قضية يفتح مجالات كثيرة للتفكير في هذه القضية والعمل على الاستفادة من محاور عديدة تتضمنها أو تُشير إليها أو تهدف إلى معانيها.
صبرٌ وإصرارٌ وإباء كلها معانٍ تؤدي إلى طرق باب الحرية الحمراء الذي طرقهُ أبوالأحرار بيدٍ مضمخة بالدماء لتثبت للدنيا بأن الظلم والجور والاستبداد لا يدوم وإن النصر للمجاهدين الأحرار لا محال له.
نستلهم من هذه الذكرى الصبر.
حيث صبر أبوالأحرار على كل ما واجهه من القتل والتعذيب حتى روت دماؤه ودماء أهل بيته وأصحابه أرجاء كربلاء في معركة الطف.
ندرك من هذه الذكرى كيف استطاع أبوالأحرار أن يثبت للدنيا كيف يكون مظلوماً فينتصر.
كلما أخلق الزمان تتجدّد ذكراك يا سيدي يا أبا الشهداء لنتعلم منك دروساً في العزة والكرامة والتضحية والفداء والإباء.
نعم، كل فرد في معركة الطف قام بدور أثبت للدنيا بأن أيدي حمراء كثيرة تلوح في ذلك الأفق منها الرضيع والشاب في مقتبل العمر والكهل والكبير، كلهم اتحدوا على مواجهة الظلم والظالمين.
وقفت زينب أخت الحسين عليهما السلام لتجمع العيال وسارت بهم في طريق الأسر وواجهت ما واجهت من الصعوبات والعقبات والمآسي والأهوال كي تحافظ على عائلة الحسين.
وتشاطرت هي والحسين بدعوة
حكم القضاء عليهما أن يندبا
هذا بمشتبك النصول وهذه
في حيف معترك المكاره في السبا
أيّ حادثة مرت على الدنيا كحادثة كربلاء أسى وظلم واستبداد لأبناء رسول الرحمة، صلى الله عليه وآله وسلم.
صبروا على تلك المآسي حتى صاروا نبراساً للصبر ومواجهة الأعداء والوصول إلى الحرية بكل ما يمتلكون.
فبذلوا أرواحهم من أجل نصرة الإسلام والمحافظة على هذا الدين القويم،
سلامٌ على أهل القبور بكربلا
وقَلّ لها مني سلام يزورها
سلامٌ بآصال العشي وبالضحى
تُؤديه نكباء الرياح ومورها
