مشاهدات

دمار الموانئ (5 - 5)... (الجزء الأول)

تصغير
تكبير

سبحان الله كما استيقظنا فى فجر يوم الثاني من أغسطس 1990 على وقع أصوات الرّصاص والقصف المدفعي والصّاروخي نتيجة الغزو البربري الغاشم، استيقظنا مرة أخرى فى فجر يوم 26 فبراير 1991 بفرحة وبمفاجأة يوم التحرير من الغزاة على أصوات الشكر لله والفرح واليباب (الزغاريد) من أهالينا الصامدين على أرض الوطن.

الغزو العراقي للكويت يعتبر جريمة العصر وكذلك حرق آبار النفط يعتبر من أكبر وأسوأ جرائم التلوث البيئي فى التاريخ.

لقد أضرم الغزاة النيران فى 737 بئراً نفطية فى شهر فبراير 1991 قبل التحرير بأيام وتصاعدت تلك الأدخنة السوداء فى السماء مخلّفةً سحابة سوداء تحجب ضوء الشمس فى أكبر كارثة بيئية حتى وصل الدخان إلى حوض البحر المتوسط.

(مشاهد مؤلمة)

- عند هروب الغزاة المفاجئ خلّفوا وراءهم دماراً شاملاً للموانئ متبعين سياسة (الأرض المحروقة) فلم يتركوا شيئاً يذكر، حيث لم يسلم منهم الحجر ولا المدر فالدمار شمل ما يلي:

(فندق سفينة الركاب ماريوت)

- من معالم الكويت السياحية المعروفة والتي يتذكّرها الكويتيون فى ذلك الوقت علي ساحل البحر وبالتحديد بجانب ميناء الشويخ، فندق مميّز، حيث اشترت الشركة المالكة سفينة ركاب وتم تحويلها إلى فندق (ماريوت) بفكرة فريدة كانت من أجمل الأفكار التي مرّت علينا في ذلك الزمان سنة 1979 عند شاطئ الشويخ.

وصلت السفينة إلى الساحل وتم إرساؤها على شاطئ الشويخ، حيث تم حفر ممر مائي بعمق 8 أمتار ليتم مرور السفينة من خلاله إلى اليابسة وقامت إدارة العمليات البحرية في مؤسسة الموانئ الكويتية بتكليف المرشد البحري المرحوم كابتن يوسف القصار بإرشاد السفينة وإرسائها بمساعدة عدد 2 قاطرة بحرية (منار - معين) وبقيادة ربانين كويتيين هما المرحومين كاظم عطاالله وحبيب دشتي.

إحداها ربطت جهة مقدم السفينة والأخرى على جانب السفينة، بالإضافة إلى استخدام ونش كبير من جهة المؤخرة بناحية جهة البر حيث تم سحبها إلى اليابسة وتم ردم الجزء السفلي منها، وبذلك أصبح الجزء الأكبر من السفينة متصلاً باليابسة وظلّت مقدمة السفينة متصلة بالبحر، وذلك عام 1978.

حيث افتتح الفندق رسمياً برعاية ولي العهد المرحوم سمو الشيخ سعد العبدالله الصباح في 10 نوفمبر 1979 وصنّف من الفنادق فئة الخمس نجوم.

- إلا أن نيران الحقد امتدّت إلى هذا المعلم السياحي الفريد وبذلك دمروا معلماً من أبرز المعالم السياحية في الشرق الأوسط، فاختفى هذا الموقع الجميل الذي طالما استمتع زوّاره وروّاده بطابعه الفريد وخدماته المميزة،و للأسف كانت كلفة إصلاحه كبيرة لذلك بيع كخردة حديد.

(ساحل البلاجات)

- ساحل البحر تحوّل إلى ساحة حرب، هذه الساحة التي كان يرتادها المواطنون للاستمتاع بالهواء النقي والبحر الجميل والتنزّه والسباحة وصيد السمك، فتم تحويل هذا الشاطئ إلى ثكنات عسكرية وانتشرت الخنادق على امتداده مخلفين ترسانة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأحياناً الثقيلة إضافة إلى زرعه بالألغام حتى غدا مكاناً مرعباً وخطراً يصعب ارتياده.

الموانئ بعد التحرير

«لم يسلم الحجر ولا المدر»

(ميناء الشويخ)

مشاهدات تدمي القلوب فبعد أن كانت الموانئ الكويتية الواجهة الاقتصادية المشرقة والبوابة البحرية المنفتحة على العالم الخارجي والتي ازدهرت نتيجة العمل الدؤوب من أبناء مؤسسة الموانئ الكويتية على مر السنين، تحولت بفعل الغزاة الى مدينة أشباح، الدمار والنهب والخراب شمل كل شيء في ميناء الشويخ وسنتطرق الى هذا الموضوع بأربعة محاور:

المحور الأول: المباني والمخازن والمكاتب والورش الفنية وبرج المراقبة:

المخازن نهبت بضائعها وحوّلت إلى متاريس حربية، ومن ثم وضعت رشاشات آلية وقناصة ومضادات للطائرات، في حين أن المباني الإدارية وبرج المراقبة والمكاتب أُتلفت، نهبت ودمّرت مخازن قطع الغيار، ومحطة الكهرباء دمّرت في الميناء.

المحور الثاني: المعدات والرافعات الجسرية ورافعات البضائع العامة والمعدات الإنشائية.

- الرافعات الكهربائية لتداول البضائع العامة دمّر منها 33 رافعة.

- الرافعات الجسرية العملاقة لتداول الحاويات دمّرت بالديناميت وسقطت في حوض الميناء.

- المعدات الإنشائية لتداول الحاويات والمناولة نهب بعضها وأتلف البعض الآخر.

المحور الثالث: الحوض المائي بالميناء والقناة البحرية وأرصفة رسو السفن:

- تم نقل سفينة مصنع الاسمنت (الهلال) من ميناء الشعيبة إلى ميناء الشويخ وتم ملؤها بالماء والديزل وتركت بحوض الميناء من غير أن تربط بجانب الرصيف فكان غاطسها العالي سبباً في تلاطم السفينة واصطدامها بالأرصفة عند المد والجزر ما تسبب في تلفيات في هذه الأرصفة فقد كان الهدف من هذا العمل من جانب الغزاة إغراقها داخل الميناء.

- إغراق القاطرة البحرية مساير بجانب مرسى رقم 5.

- إغراق القاطرة اليرموك بجانب مرسى 15.

- إغراق قاطرة عراقية وجنائب (دوب) بجانب مرسى 8 بإلإضافة الى زرع الألغام بها.

- إغراق بعض القطع البحرية في منطقة انتظار السفن.

-الحوض العائم التابع لشركة بناء وإصلاح السفن، حاولوا انتشاله من موقعه فتم فك القواعد من الجانب الأيمن ولم يتمكنوا من فك القواعد من الجانب الأيسر ما تسبب في ميلانه على الجانب الأيسر.

- القناة البحرية والتي طولها 8.5 كيلومتر، قام الغزاة بإزالة ورفع العوامات الخضراء وطلاء العوامات الحمراء باللون الأخضر وذلك بهدف تضليل السفن التي تؤم الميناء محاولين التمويه لخداع السفن أثناء المرور من خلاله ليتم ارتطامها بالقاع خارج الممر الملاحي لمرور السفن.

- عدد 6 مراسٍ رئيسية من مرسى رقم 2 الى مرسى رقم 7 دمّرت تماماً وأصبحت غير صالحة لرسو السفن.

- المصدّات المطاطية للأرصفة دمّرت، والأخشاب بجانب خرسانة الأرصفة أحرقت.

- إغراق لنشات مليئة بالديزل ووضع ألغام بجانبها لتفجيرها عند محاولة تعويمها في الحوض الشرقي.

- إغراق قطع بحرية متنوعة بالحوض الغربي.

المحور الرابع: المعدات والقطع البحرية

كانت فى الميناء معدات بحرية تتبع جهات عدة في الدولة، وهي:

- إدارة العمليات البحرية التابعة لمؤسسة الموانئ الكويتية.

- إدارة التلوث البحري التابعة لمؤسسة الموانئ.

- شركة بناء وإصلاح السفن.

- إدارة الإطفاء البحري.

- إدارة خفر السواحل.

- إدارة الصحة العامة.

- إدارة الجمارك.

- معهد الكويت للأبحاث العلمية.

علماً بأن القطع البحرية التابعة لتلك الجهات، قد تمّت سرقة البعض منها وتحويلها إلى العراق و أخرى تم إغراقها بأماكن متفرقة فى أحواض الميناء، وتم إتلاف القطع البحرية الأخرى.

كما لاننسى بأن من ضمن ما سرق من القطع البحرية السفينة العلمية (باحث) التابعة لمعهد الكويت للابحاث العلمية.

ميناء الدوحة:

- تم إغراق بعض السفن التراثية بجانب أحواض الميناء.

- نهب البضائع من المخازن.

- إتلاف المكاتب والمستودعات والمخازن.

ميناء الشعيبة:

- إغراق قطعة بحرية داخل حوض الميناء.

- نهب وتدمير المكاتب والمباني والمخازن.

- نهب وتدمير برج المراقبة.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي