لطالما تغنّى الشعراء وتفنّن الكتاب وتاه العشاق في وصف رقّة وجمال ونعومة الأنثى، لكن في هذا الزمان خرجت أصوات، هي ليست من أفراد أو جماعات صغيرة، بل من دول كبيرة وكبرى ومن كتل اقتصادية وإعلامية عملاقة، تشكك بما هو بدهي وتقسم الأنثى والذكر في الإنسان الى ما يسمى جندر متنوع.
في خضم ذلك وفي حال إثبات ما هو بدهي كان لافتاً دراسة من إعداد استشاري أمراض الباطنية والسكر الدكتور عبدالنبي العطار، حول الفوارق البيولوجية العلمية بين الأنثى والذكر من رؤية طبية.
تصف الدراسة الاختلاف البيولوجي بين الجنسين وما هو ظاهر في الدراسة من رقة ونعومة خلق المرأة، فالهيكل العظمي للأنثى أصغر بشكل عام وأكثر مرونة من الذكر، والخصر لديها أطول وأصغر، وأما في الوجه، ففك الذكر أكبر وأكثر تربيعاً وجبينه أكبر وأكثر بروزاً، بعكس فك وجبين الأنثى، وغضروف الغدة الدرقية للأنثى أي تفاحة آدم أصغر وأقل بروزاً من نظيرتها عند الذكر. أما صوت الأنثى فهو أرق من صوت الذكر بسبب أن حباله الصوتية أكبر.
تشير الدراسة أيضاً الى أن الأنثى وبسبب بنيتها الأكثر نعومة ورقة يكون متوسط قوتها 42 الى 63 في المئة من قوة الذكر،
ولذلك تم الفصل بالسابق بين الرياضة عند الذكور وعند الإناث. حتى تحت شعار الرياضة للجميع، هناك فوارق بين النتائج بالمعدل العام بين الذكر والأنثى بسبب ضخامة عضلات الذكر وبنيته البدنية. ولو أنه الآن يحاول البعض إقحام الإناث في رياضات الذكور، أو العكس من دون مسوّغ واضح.
وعندما تأتي دراسة الدكتور العطار للبشرة، تشير إلى أن بشرة الأنثى بشكل عام أقل سماكة وأقل دهنية من بشرة الذكر، وكذلك هي أفتح نسبياً، وشعر الوجه أقل لدى الأنثى، واحتمال شقرة الشعر لديها أكبر، أما العيون الخضراء فهي أكثر احتمالية لدى الإناث من الذكور.
فروقات كثيرة بيولوجية خلقية بين الأنثى والذكر من تكوينهما الأول باختلاف الكروموسومات الى التفاصيل الخلقية الأخرى، وذلك بعيداً عن الفوارق المزاجية والنفسية بين الاثنين، والذي أبدع في الكتابة حولها المعالج النفسي جون غراي في كتابه (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) ذلك لفهم الأنثى للذكر وفهم الذكر وهو الرجل للأنثى وهي المرأة.
غريب أن بعض الكيانات القوية والكبيرة تترك ما هو بدهي من الخلق البديع أنثى وذكر، وتحول نظريات ومشاعر شاذّة الى قاعدة عامة، لأهداف غامضة !
حتى الشعراء في الجاهلية كانوا أقرب للفطرة من جهّال القرن الواحد والعشرين، وإن تزيّنوا بربطات العنق الأنيقة، فهذا الفارس عنترة بن شداد يصف بالسجية البشرية محبوبته الأنثى بهذه الأبيات:
وسلت حساما من سواجي جفونها كسيف أبيها القاطع المرهف الحد
تقاتل عيناها به وهو مغمد ومن عجب أن يقطع السيف في الغمد
مرنحة الأعطاف مهضومة الحشا منعمة الأطراف مائسة القد
يبيت فتات المسك تحت لثامها فيزداد من أنفاسها أرج الند
ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها فيغشاه ليل من دجى شعرها الجعد.