إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي مستخدمة في مجالات عدة كأجهزة التعلّم الذاتي والمركبات الذاتية الحركة وفي برامج الترجمة الآلية وبعض المصانع وغيرها من الأمور الطبية بما فيه خير البشرية.
وتابع البرنامج مؤكداً ما ذهب إليه الباحثون والقادة في قطاع التكنولوجيا إذ حذّروا أخيراً من المخاطر الجسيمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي على المجتمع والإنسانية فهناك أمور إيجابية وسلبية للاستخدام.
بدأت أبحاث الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة منذ خمسينات القرن الماضي وشهدت تطوراً هائلاً في السنوات الأخيرة ثم انتقلت تلك الطفرة الحضارية في كل قارات العالم وبنسب متفاوتة تبعاً لمقدرات كل بلد على حدة.
ونتج عن الذكاء الاصطناعي سلسلة من التغيرات الكبيرة في عملية البيع والشراء بين الفرد والمركز الأولي للبيع دون الذهاب إلى محل تجاري حيث يمكنك أن تطلب أي شيء تريده عبر التطبيقات وأنت في الكويت ليصلك منتج تمت صناعته في الصين او في البرازيل وهو أمر منتشر في الكويت وفي الكثير من الدول، وقد توقع الكثير من الدراسات أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي عالمياً إلى أكثر من 15 تريليون دولار بحلول عام 2030م بل إنه مرشح ليزيد على ذلك المبلغ.
ومثلما هناك سوق للذكاء الاصطناعي فإن سباقاً تقنياً سبقه بين الشركات العملاقة في هذا المجال حيث قام بعض الباحثين في «مايكروسوفت» بالكشف عن نموذج للذكاء الاصطناعي قادر على تحليل الصور والمحتوى وحل الألغاز البصرية والتعرّف على النص المرئي.
وأقرّت منظمة اليونسكو إطاراً عالمياً للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي يُحدد طرق الاستفادة القصوى منه مع تقليل المخاطر الناجمة عنه، وقالت مديرة اليونسكو يجب ضمان استخدام التقنيات الجديدة خصوصاً القائمة على الذكاء الاصطناعي لصالح مجتمعاتنا وتنميتها المستدامة والتأكد من تطوير الذكاء الاصطناعي من خلال نهج إنساني قائم على القيم وحقوق الإنسان كما يجب ضمان استخدام التقنيات الجديدة خصوصاً القائمة على الذكاء الاصطناعي لصالح مجتمعاتنا وتنميتها المستدامة، وقالت إن هناك أموراً إيجابية مهمة متمثلة بباحثين بريطانيين ابتكروا منظومة للذكاء الاصطناعي من شأنها تقليل تكلفة اكتشاف الأدوية الجديدة وقياس استجابة الجسم لها بدقة عالية وهذه طفرة طبية كبيرة.
وهناك أمور إيجابية كثيرة كما يرى الخبراء في هذا المجال وهو أن الذكاء الاصطناعي ضم برمجيات وتقنيات قادرة على محاكاة الذكاء البشري في حل المشكلات ومعالجة البيانات وأداء المهام.
برنامج شات «جي بي تي» للدردشة الآلية هو أحد برامج الذكاء الاصطناعي وبإمكانه تقديم ردود شبيهة بالردود البشرية وإنتاج أعمال أكاديمية من بحوث وتنظيم ندوات ذات محاضرات ودراسات علمية دقيقة كما هو حال بعض الطلبة في جامعة «كارديف» البريطانية إذ اعترفوا بكتابة مقالات بمساعدة برنامج الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» وبأنهم حصلوا على تقييمات عالية بناء عليها وسط دهشتهم، وهذا يدفعنا إلى نقطة مهمة وهي أن الكثير من طلبة جامعة الكويت يذهبون إلى بعض المكتبات المنتشرة من أجل الحصول على بحث أدبي في مجال ما بمقابل مادي ولكن إن قاموا باستخدام هذا التطبيق فإن تلك المكتبات سوف تغلق وهو أمر جيد ولا أعلم إن كان هناك مجال للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية في الكويت؟!.
وتناول تقرير وكالة «أسوشيتد برس» بأنها أنتجت قصصاً أكثر بمقدار 12 مرة عبر تدريب برنامج الذكاء الاصطناعي على كتابة قصص إخبارية قصيرة، وعلى الرغم من أن الخبراء دعوا إلى التوقف لمدة ستة شهور عن تطوير أنظمة أقوى من روبوت الدردشة «شات جي بي تي» إلا أن حمّى السباق التقني لا تتوقف بين الدول المتطورة.
ولقد كان هناك حضور لبعض المثقفين حيث صدرت دعوى قضائية قدمها ثلاثة كُتّاب ضد شركتي «ميتا وأوبن أ آي» بسبب حقوق الملكية لمؤلفاتهم وهو بداية لسلسلة من الدعاوى القضائية ضد أنظمة الذكاء الاصطناعي بعد أن تقدّم كل من الممثلة الأميركية سارة سيلفرمان والكاتب ريتشارد كادري والروائي كريستوافر غولدن مدعين أن الشركتين استغلّتا أعمالهم لتدريب أنظمتهما بدون الحصول على الموافقات القانونية حيث إن «شات جي بي تي» و«لاما» يقدمان ملخصاً لأعمالهم الأدبية وهو ما يُعد انتهاكاً لحقوق النشر الخاصة بالكتب حيث لم تطلب الشركتان الإذن في ذلك وهم لم يوافقوا على استخدام أعمالهم في ذلك الأمر، ولم تصدر أيّ من الشركتين أيّ تعليق على الأمر.
وتناولت بعض وسائل الإعلام الغربية أثر الذكاء الاصطناعي السلبي على بعض الدول في مجال التنصت حيث أكدت صحيفة «فورجين افير» أن أميركا بحاجة إلى استراتيجية أمنية قوية وشاملة لمواجهة حرب التجسس حيث إن الصين وروسيا وظفتا التكنولوجيا لتطوير طرق جديدة للتجسس والتأثير كما قال رئيس المركز الكندي للأمن السيبراني لـ«رويترز» إن هناك أدلة على استخدام القراصنة للذكاء الاصطناعي للتضليل وإنشاء برامج ضارة.
وقبل سنوات هدّدت كوريا الشمالية بأنها لن ترحم في ردة فعلها ضد فكرة بث فيلم أميركي كوميدي عن قتل الرئيس الكوري «كيم جونغ أون» حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية لوسائل الإعلام إن بث الفيلم سيكون بمثابة «عمل من أعمال الحرب» كما أن القرصنة السياسية باتت أكثر انتشاراً حيث ذكرت قناة الجزيرة نقلاً عن «وول ستريت جورنال» ان هناك قرصنة شملت بريد الكثير من مسؤولي الخارجية بينهم مساعد لبلينكن والبريد الالكتروني للسفير الأميركي في الصين.
وفي الدول النامية فإن استخدام الذكاء الاصطناعي بات متبايناً بين دولة وأخرى تبعاً لتطور كل دولة على حدة ومدى اهتمام الحكومات بها الأمر الذي يجعلها عرضة لتبعات القرصنة إضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى موارد مادية قد تكون الأولوية إلى البنية التحتية والأمن الغذائي وغيرها من الأولويات.
همسة:
انطلق قطار التطوّر التقني فهل سنلحق به؟!