رسالتي

المرأة سكن أم سجن!

تصغير
تكبير

رأيت أحد الأصدقاء بعد وفاة زوجته رحمها الله، فكان شديد الحزن على فراقها، وأخذ يبين لي مكانتها ومنزلتها العظيمة بالنسبة له، وما تركته من فراغ كبير في حياته بعد رحيلها.

فأكدت كلامه من خلال العلاقة العظيمة والرابطة الوثيقة التي جعلها الله عز وجل بين الزوجين.

والتي تمتزج فيها الأرواح، وتتآلف فيها النفوس حتى يكونا جسدين في روح واحدة.

وقد جعل الله تعالى المرأة كالسكن الذي يأوي إليه الإنسان ليجد فيه راحته وسكينته كما قال تعالى في كتابه (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها...).

وذكرت له ما للزوج كذلك من مكانة في قلب زوجته، حينما أشرت إلى قصة تلك الصحابية التي شارك بعض أرحامها في غزوة أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنُعِي إليها أخوها فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها خالها فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها زوجها فصاحت وولولت.

فقال رسول الله ﷺ: «إن زوج المرأة منها لبمكان» لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها وصياحها على زوجها.

عندما تُبنى بيوت الزوجية على المودة والتراحم، وعلى مكارم الأخلاق من الكرم والتسامح والتغافل والصدق والوفاء.

فإنها ستكون كجنان الدنيا التي يكره المرء الخروج منها، ويشتاق إليها إذا ابتعد عنها.

أما إذا غلب على العلاقة بين الزوجين الندية والعناد، والإيذاء اللفظي والبدني، وانعدمت الثقة،وتخلّى كل طرف عن مسؤولياته، فسيفكر كل طرف منهما بإنهاء هذه الرابطة، والتخلص من هذه العلاقة، لأن البيت تحول إلى سجن كبير لا يطيق أي منهما دخوله أو البقاء فيه.

لذلك أدعو كلاً من الزوجين إلى مراقبة الله عز وجل في علاقته مع الطرف الآخر،

وأن يجتهد كلاهما - قدر استطاعته - بالتحلي بمكارم الأخلاق، واحتساب الأجر في ذلك.

وأن يتذكر الرجل قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

وأن تتذكر المرأة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها).

@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي