دعاء سيدنا موسى عليه السلام قبل أن يواجه فرعون «ربّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واحلل عُقدةً من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشرِكه في أمري».
وجاء في التفسير أنّ قول «ربّ اشرح لي صدري» تعني وسّع لي قلبي بالنور والإيمان والحكمة.... وجاء أيضاً في فتوى الإمام ابن باز، رحمة الله عليه، عن الشخص الذي يشتكي من ضيق في الصدر طلب تكرار الدعاء ومنه (اللهمّ اشرح صدري، اللهمّ يسّر لي أمري، اللهم اشرح لي صدري، اللهمّ أزل عني كل سوء، اللهمّ اشفني من كل سوء).
عندما كتبت مقال الأحد عن د. سعد البرّاك ورؤية الكويت 2035 كنت أقصد فيها أهمية اختيار من سيساند الوزراء، الدكتور سعد البراك وغيره، فقد عُرف عن علم القيادة أنّ القيادي الذي لا يعترف بنقاط ضعفه فهو قيادي غير مؤثر، ومن وجهة نظري هو ليس بقيادي على الإطلاق لأن القيادي هو موجّه ويوازن الأمور والقضايا التي يرفعها له التابعون له، وقيادي من غير تابعين تنتفي عنه صفة «قيادي».
نحن يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي، نعاني من ضيق في الصدر لما نراه من سوء الممارسات المؤسساتية والسلوكيات الشخصية التي ابتلينا بها.
لذلك، فتوجيه النصيحة أمر حتمي ولا يمكن كما ذكرت في المقال السابق أن نحقق الرؤية أو أي مشروع ما لم يكن لدينا قيادات قد اختيرت بعناية ولا أعني هنا «اختبارات تحريرية وخلافه» فالقيادي يتم اختياره حسب خبرته وعلمه وثقافته والأهم «الجوانب الشخصية» وهذه الجوانب «الناعمة» لا يمكن اكتشافها عبر اختبار تحريري!
البعض تبهرك سيرته الذاتية وربما البعض يلجأ لمن «يضبطها» له لتكون جذّابة متلائمة للمنصب القيادي لكن واقع شخصيته «القيادة بصوب وهو بصوب».
جرت العادة أن تأتي عملية اختيار القياديين عبر التوصيات والترشيحات وهنا أود أن أشير إلى جزئية مهمة للغاية وهي «معظم القيادات المؤثرة... لا يتم تزكيتها لأسباب عدة يأتي في مقدمتها «الحسد» فالبعض لا يرغب في ترشيح مَن يعلم أنه كفاءة خوفاً من بزوغ نجمه والبعض «يخاف يناشبه بالانتخابات» وهو تفكير عقيم للغاية.
وكل ما أتمناه أن نستعين بالله ليشرح صدورنا وييسر أمورنا ويزيل عنا كل بأس ويشافينا من كل سوء.
أسوق هذا لأننا نعاني من أمراض اجتماعية حان الوقت أن«نتعوّذ من الشيطان» ونختار مَن يستحق تمثيل الكويت في مختلف المناصب القيادية.... والله يبعد عنّا شر«الحسد» و«الواسطة»اللذين دمّرا كل شيء جميل.
الزبدة:
القاعدة تقول «وسّدوا الأمر لأهله» كي لا تضيع الأمانة، و«قِفوهم إنّهم مَسؤولون».
فهل نحن مقبلون على حُسن الاختيار ومعاقبة كل مَن أوقع السوء في وطننا مؤسساتياً واجتماعياً؟... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @DrTALazm