أعضاء في المجلس دعوا عبر «الراي» لخطة مُحكمة للتشجير تصاحب تخطيط المدن الجديدة
دفع «بلدي» لمشاريع التخضير: باتت مُلحّة لمواجهة التغير المناخي
دعا عدد من أعضاء المجلس البلدي إلى ضرورة وجود خطة حكومية لتخضير شوارع ومدن الكويت، مطالبين بإستراتيجية مُحكمة للتشجير والتخضير تصاحب تخطيط كل مدينة جديدة، لأجل أن تتحول الكويت إلى واحة خضراء وتصبح بيئتها الصحراوية نظيفة نابضة بالحياة هواؤها نقي.
وأشاروا في تصريحات لـ «الراي»، إلى أن للتشجير فوائد جمة في مكافحة التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة ومكافحة التصحر وزحف الرمال، والحد من التلوث والانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة.
شريفة الشلفان: التشجير يقلّل عبء الدعومات على ميزانية الدولة
أكدت عضو المجلس البلدي المهندسة شريفة الشلفان، على ضرورة أن يكون لمشاريع التشجير والتخضير أولوية في البلاد، خصوصاً مع المناخ شديد الحرارة والعواصف الترابية، فالأمر أصبح اليوم أشد ضرورة مع تداعيات التغير المناخي التي يشهدها العالم، لاسيما الكويت التي تسجل واحدة من أعلى درجات الحرارة في العالم، مبينة أن «الثابت علمياً أن الأشجار تبرد الهواء والأسطح، وتلعب دوراً مهماً في التظليل، كما تمتص ثاني أكسيد الكربون، وتنقي الهواء».
وقالت الشلفان لـ«الراي»، إن للتشجير آثاراً إيجابية غير مباشرة من نواحٍ مختلفة، كالصحة والاقتصاد والبيئة، حيث إنه مع تخفيض درجات الحرارة ينخفض كذلك استهلاك الطاقة لتبريد المباني، ما يقلل عبء الدعومات على ميزانية الدولة والانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة، كما يساهم التظليل وتقليل درجات الحرارة في الحد من احتمال حدوث ضربات الشمس، إضافة لذلك فإن نقاوة الهواء الناتجة عن التشجير تقلل من أمراض الجهاز التنفسي التي يعاني منها الكثير في الكويت تحديداً الأطفال، ومن ثم تؤثر على صحة الإنسان والضغط على المنظومة الصحية في الدولة.
وشددت على أهمية استشارة المختصين لاختيار أنواع الزرع والأشجار المناسبة لبيئة الكويت الصحراوية، خصوصاً التي لا تستهلك الكثير من المياه، كون المياه العذبة تعتبر من أهم الموارد التي تجب المحافظة عليها للأجيال القادمة، لافتة إلى أن «التخضير والتشجير يلعبان دوراً مهماً في رفع جودة الحياة للأفراد، وتجميل المدن، ويساهمان في خلق مناطق حضرية جاذبة وحيوية».
ولفتت الشلفان إلى ضرورة أن يصاحب كل تخطيط لمناطق أو مدن جديدة خطة تخضيرية موازية على أن تبدأ زراعة الأشجار منذ بداية تدشين أي مشروع.
فهد العبدالجادر: التخضير يقضي على مشاكل التصحر وزحف الرمال
قال عضو المجلس البلدي فهد العبدالجادر، إن المجلس يعمل دوماً على دعم كل ما يهدف إلى تقدم الدولة في المجالات التي يكون للمجلس دور كلي أو جزئي فيها، وذلك من خلال المقترحات والمبادرات التي تطرح من قِبل الأعضاء أو من المهتمين بشؤون أعمال المجلس، مؤكداً أن مقترح تشجير المناطق يفيد في التقليل من مشاكل التصحر، ويقضي على زحف الرمال، والمساهمة في الحد من التلوث البصري والجوي.
وأكد أن نجاح مقترح التخضير والتشجير يعتمد بالدرجة الأولى على قيام جهة الاختصاص بالدولة المتمثلة بالهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بوضع رؤية واضحة، وأهداف، وخطة عمل بخطواتها الجزئية وجدولها الزمني، بالتنسيق والتعاون مع جهات الدولة المختلفة كل بحسب اختصاصه، بهدف ضمان تحقيق تلك الرؤية ونجاحها واستمرارها.
حسن كمال: يجب ألا يكون التخضير عشوائياً من خلال بعض المتطوعين
أكد عضو المجلس البلدي الدكتور حسن كمال، أن تشجير الكويت يجب أن يكون ضمن خطة حكومية فنية يتم فيها تحديد المواقع والمساحات مع نوعية الأشجار والكمية والزراعات التي تتناسب مع البيئة والطقس في الكويت، تحت إشراف مباشر من الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.
وأضاف كمال لـ«الراي»، أن التشجير له فوائد عدة، تحسين جودة الهواء، وتنقيته، والتقليل من الملوثات، إضافة إلى التنوع الأحيائي، والأهم تقليل درجات الحرارة، ومكافحة التصحر وزحف الرمال، وبالتالي الأشجار قد تكون مصدات للرياح في بعض المواقع المفتوحة.
ولفت إلى أن نجاح الأمر لابد أن يكون مرتبطاً بخطة حكومية متكاملة مدروسة، وليس أمراً عشوائياً من بعض المتطوعين، وأن تكون الخطة بعيدة المدى، خصوصاً أن زراعة بعض المواقع قد يكون ضررها أكثر من نفعه.
فرح الرومي: التشجير ليس للزينة بل ضرورة لصحة الإنسان
أكدت عضوة المجلس البلدي المهندسة فرح الرومي أنها من مؤيدي اقتراح تشجير الكويت، معتبرة أن التشجير سيكون له العديد من الفوائد للبيئة والمجتمع، وأن الأشجار ليست مجرد زينة، فهي ضرورية لصحة الإنسان ورفاهية المجتمع، مبينة أن للأشجار العديد من الفوائد البيئية والاجتماعية، حيث إنها تقلل آثار تغير المناخ، وتساعد على تحسين جودة الهواء عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، كما تساهم في تقليل ضوضاء السيارات والصناعة ما يجعل البيئة أكثر هدوءاً، وتعمل على تقليل حرارة الشوارع والمنازل، وتوافرالظل وتحسن المناخ المحلي.
وأضافت الرومي لـ«الراي»، أن من الفوائد الأخرى للأشجار التي سيتم زراعتها في حال اعتماد خطة التشجير، توفير المأوى للحيوانات البرية مما يساعد على الحفاظ على التنوع البيولوجي، والمساعدة على تحسين الصحة النفسية والجسدية للناس عن طريق توفير أماكن للراحة والاسترخاء، مشيرة إلى أنها تقدمت بمقترح برفقة عدد من أعضاء البلدي في شأن تحديد فاصل زراعي بين الطرق السريعة والرئيسية والمناطق المجاورة لها بهدف الحد من الملوثات الهوائية التي تشكّل أثراً سلبياً على صحة الإنسان، وكذلك مقاومة ظاهرة التصحر.
عبدالله العنزي: التشجير مصد طبيعي يقلل من شدة الرياح القوية
أكد عضو المجلس البلدي عبدالله العنزي، أن نجاح عملية التشجير في الكويت مرتبط بجوانب عدة، أهمها الإيمان المطلق بها، وتضافر كل الجهود لتحقيق الهدف منها، لاسيما أن التشجير يستهدف زيادة المساحات الخضراء داخل المدن والمناطق السكنية والمناطق القاحلة والجافة، وذلك عن طريق غرس المئات من الشجيرات الصغيرة والغراس ضمن خطة زراعية واضحة تتناسب مع المكان جغرافياً ومُناخياً.
وأكد العنزي تأييده لمقترح تشجير الكويت لما لها من أهمية في أمور عدة كتنقية الهواء، وتقليل درجة حرارة الجو، وحماية الحياة البرية وتدعيم التربة، مشيراً إلى أن عملية التشجير لها فائدة من الناحية الطبيعية، خصوصاً في ما يتعلق بالتمثيل الضوئي، فالنبات يأخذ ثاني أكسيد الكربون ويخرج غاز الأوكسجين فيقل التلوث في الهواء الجوي، ومن خلال عملية النتح يطلق النبات بخار الماء الذي يساهم بخفض درجة الحرارة وتحسين الجو.
ولفت إلى أن «التشجير يعمل على تثبيت التربة، ومنع زحف الرمال، فيقلل من التصحر وتعرية التربة، وأيضاً يعمل التشجير كمصد طبيعي وذلك بالتقليل من شدة الرياح القوية».