على الهواء

لبيد... عدَّد سنيَّ حياته

تصغير
تكبير

شاعر جاهلي، في شعره قوة وفخامة مع البداوة وقوة اللفظ... طال به العُمر حتى أدرك الإسلام فقال:

الحمد لله إذ لم يأتني أجلي

حتى اكتسيتُ من الإسلام سربالا

اسمه لبيد بن ربيعة، من بني عامر بن صعصعة، وهي قبيلة مضرية،

في شعره جزالة ووضوح، عدّد فيه سنيّ حياته.

وقد عَمَّرَ هذا الشاعر طويلاً حتى أن الروايات اختلفت في تاريخ وفاته، قال بعضهم إنه عاش 140 عاماً، وبالغ البعض إلى 175 حتى سَئِم الحياة...

ولقد سئمت من الحياة وطولها

وسؤال هذا الناس كيف لبيد

وهكذا يتطرّق السأم إلى نفس الإنسان إن طال عُمره، خصوصاً إذا طال به العُمر مع آلام المرض والحجر في صحته... حيث قِيل:

سئمتُ تكاليف الحياة ومن يعش

ثمانين حولاً لا أبا لك يَسْأم

كأني وقد جاوزتُ عشرين حجّة

خلعتُ بها عن منكبّي ردائيا

وبعد إسلامه زهد في قول الشعر وما قال فيه إلّا قليلاً...

وبالغ في عمره بعض الرّواة حتى قالوا إنه عاشت به السّن إلى العام العاشر بعد المئة.

أليس في مائة قد عاشها رجل

وفي تكامل عشر بعدها عُمْر

وقال بعض الرواة إنه أكمل قرناً ونصف القرن، ولما بلغ الـ 77 خاطب نفسه:

باتت تُشكي إليّ الموت مُجْهشة

وقد حملتُك سبعاً بعد سبعينا

فإن تزادي ثلاثاً تبلغي أملاً

وفي الثلاثِ وفاء للثمانينا

ذكر أمير الشعراء أحمد شوقي، في رائيته المشهورة وهو يتحدّث عن أبي الهول:

وشكوى لبيدٍ لطول الحياة

ولو لم تَطُل لتشكّى القِصر

وهي قصيدة من عيون الشعر.

***

قال الإمام الشافعي:

ولولا الشعرُ بالعلماء يُزْري

لكنت اليوم أشعر من لبيد

كما نوّه باسمه أبو تمام حين قال:

ظعنوا فكان بكاي حولاً بعدهم

ثم ارعويتُ وذاك حُكمُ لبيد

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي