سجّلت ملحمة تاريخية في الذود عن تراب الوطن وصولاً للتحرير
المرأة... لم تستأذن أحداً لمقاومة الغزاة
ما إن وقع الغزو العراقي الغاشم، ومع لحظات الغدر الأولى، حتى سجلت المرأة الكويتية ملحمة تاريخية في الذود عن تراب الوطن ومقاومة المحتل وصولاً لتحرير البلاد من رجسه.
تتزاحم أمثلة البطولات والتضحيات التي قدّمتها أخت الرجال وتصديها بكل بسالة لغدر الجار لتبقى ماثلة في ذاكرة الكويتيين ووجدانهم.
وسجّلت «كونا» شهادتين لذوي شهيدتين في الذكرى الـ33 للغزو المشؤوم والذي حوّلته بطلات الكويت إلى صفحات نور من تاريخ الوطن.
سعاد الحسن... في صفوف المقاومة منذ اللحظات الأولى للغزو
قالت والدة الشهيدة سعاد الحسن لـ «كونا»، إن ابنتها سطّرت بطولات أثناء محنة الغزو الغاشم، رغم أنها كانت في الـ19 من العمر حينئذ، إذ وقفت في وجه العدو دفاعاً عن الوطن.
وأوضحت أن الشهيدة انضمت إلى صفوف المقاومة منذ اللحظات الأولى للغزو. وكانت صديقة للشهيدتين أسرار القبندي ووفاء العامر، واشتركن معا في مساعدة المقاومة إذ «كانت تعمل على تفخيخ السيارات وتفجيرها مع الشهيدة العامر وتنقل الأسلحة إلى عناصر المقاومة».
وأفادت بأن ابنتها «كانت تشارك في كل المواقف والبطولات ضد المحتل... وكانت تقوم بإيصال المال إلى المقاومة الكويتية».
ولفتت إلى ابنتها أسرت في يناير لتستشهد قبل التحرير بنحو 20 يوماً.
وفاء العامر... رسمت ورفيقاتها الطريق بدمائهن
قالت شقيقة الشهيدة وفاء العامر، إن شقيقتها التي كانت تبلغ آنذاك 23 عاما «سجّلت بطولات كثيرة»، مبينة أن نبأ احتلال الكويت شكّل فاجعة كبيرة لها، ولم تتقبل ذلك أبدا وخطّطت لتكون جزءاً من المقاومة، وفعلاً خاضت الكفاح المسلح حباً في الكويت.
وأضافت أن الشهيدة العامر انضمت في البداية إلى مجموعة من الشباب الكويتيين (قوة 25 فبراير)، اضطلعت في البداية بعملية نقل الأخبار والمنشورات وما يحتاجه أفراد المجموعة من مواد للتفجير «وبسبب جرأتها تم تكليفها برئاسة خلية من شباب المقاومة».
وأفادت بأن شهيدة الوطن «قامت بتفجير في الحساوي التي كانت تسكنها قوات الاحتلال، ومن ثم تفجير مطعم في الصليبيخات تتمركز عنده القوات العراقية، وكذلك تفجير الدور الـ12 في فندق هيلتون حيث كانت تتمركز قوات الاحتلال».
واستطردت أن شقيقتها «كانت سعيدة بتلك العمليات، لكن بعدها تم اعتقال الشهيدة سعاد الحسن والتعرف على وفاء العامر واعتقالها في يناير لمدة 20 يوما وإعدامها في فبراير قبل التحرير بأسبوعين لترتقي شهيدة إلى بارئها بإذن الله».
وأعربت عن فخرها بشهادتها في سبيل الوطن وبطولاتها والتي لولاها لما تحرّرت الكويت.
هيلة المكيمي: هكذا نقلت أسرار القبندي لأوبرا وينفري... ممارسات جنود الاحتلال
قالت أستاذة العلوم السياسية الدكتورة هيلة المكيمي، إن المرأة الكويتية شاركت في المقاومة بكل صورها بدءاً من الصمود إلى العصيان المدني وتقديم الشهادة وكانت في كل أدوارها الأم والأخت والابنة المساندة للرجل.
وذكرت أن هناك مشهداً لا ينسى يخترق أعلى أجواء الكويت، ويصل إلى أشهر برنامج أميركي للإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري، حينما تحدثت لها أسرار القبندي ونقلت لها ما يحدث بالضبط من جنود الاحتلال من هتك أعراض وقتل الأطفال وتدمير وحرق آبار وتخريب وتدمير، فهو كان صوت امرأة وليس رجلا، وهكذا هي المرأة الكويتية حاضرة وتوصل صوتها للعالم أجمع فدورها بارز وكبير ومؤثر جداً.
92 نجمة في سماء الوطن
بلغ عدد الشهداء خلال فترة الغزو العراقي 968 شهيداً وشهيدة، بواقع 876 من الرجال و92 من النساء.