كل يوم أكتشف شارعاً باسم مقاوم أو مُناضل أو شهيد في مدن المغرب... تفخر المملكة بتاريخها وبمقاوميها وأبطالها وشهدائها الأبطال، وتطلق أسماءهم على الميادين والشوارع والمدارس في كل ولاية أو مدينة أو حتى قرية.
تعود إلينا ذكرى الثاني من أغسطس المشؤومة عندما غزانا العراق بقيادة الأرعن السفاح صدام، الذي تسبّب بغزوه الغادر للكويت بفتح أبواب الشر على الأمة قاطبةً.
على مدى ثلاثة عقود مضت يتم التذكير في الإعلام الكويتي ببعض بطولات أبناء الكويت أثناء الاحتلال العراقي لها في ذكرى الغزو أو في عيد التحرير.
كان نهار محمد سحمي الهاجري، أصغر المناضلين الأبطال سناً ولا يقل عنهم شراسةً ولا شجاعةً، كان ذلك البطل الذي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره آنذاك كالذئب في ليالي الاحتلال السود... لا يهدأ ولا يستكين، تارة يقاتل وتارة ينقل الأسلحة، حتى سقط في أيدي قوات الاحتلال، وتم تعذيبه بكتابة اسم الكويت على صدره بالسجائر، وصمدَ وصبرَ حتى تم إخراجه من ذلك المعتقل بعد أسابيع عدة، ولم يكن معروفاً لدى العدو بصدور حكم بالإعدام عليه.
نهار نموذج لأبطال الكويت المقاومين ومعلومة تفاصيل العمليات التي شرع فيها وكان في سن المراهقة، ولكن يمتلك قلباً ميتاً لا يعرف الخوف، أخذته الغيرة على أرضه ووطنه وقيادته إلى حمل السلاح غير آبه بنتائج ما قد يحدث له من عدو شرس لا يعترف بأي حقوق إنسانية أو إسلامية للأسير.
بحكم الاستقرار في المغرب ومشاهدة مدى اعتزاز الدولة بأبنائها الأبطال على مدى عقود وقرون، من هذا المنطلق أتمنى كما يتمنى أهل الكويت جميعاً أن تطلق أسماء الشهداء وجميع أبطال وبطلات المقاومة على شوارع ومدارس الكويت وميادينها ومبانيها وحدائقها، وهذا حق مشروع لهؤلاء الأبرار الأبطال لكي يكونوا قدوة للأجيال القادمة التي لا تعرف ماذا حدث في عام 1990 لدولة الكويت من مسح على الخريطة في غزو غادر غاشم، لمَ لا نرى مثلاً وليس حصراً بطبيعة الحال مدرسة نهار الهاجري الثانوية في محافظة مبارك الكبير، ونرى ثانوية مبارك النوت في الفردوس، وثانوية الشهيدة أسرار القبندي في مشرف، وشارع رئيسي باسم الشهيد أحمد محمود قبازرد...؟ وهذه أمثلة ليس إلّا.
هكذا تكرم البلدان أبطالها وشهداءها وترد لهم شيئاً من الجميل، وهذا أقل ما يمكن أن يُقدم لهم.
أسأل الله العظيم عز وجل أن يحفظ لنا كويتنا الغالية وأن يحفظ قيادتها وشعبها الوفي الطيّب ونسأله عز وجل أن يتقبل بواسع رحمته شهداءنا وشهيداتنا الأبرار في فسيح جناته... وتحية ملؤها الحب والفخر والاعتزاز للبطل نهار، ولكل أبطال وبطلات مقاومتنا الكويتية الباسلة...
نلقاكم إن شاء الله بعد إجازة صيفية محلية في ربوع المغرب الغالي... دمتم بخير.
jaberalhajri8@