لا سياحة في الكويت... من دون ضرائب!

تصغير
تكبير

السياحة كما هو معلوم عالمياً هي صناعة مثل النفط ومثل الترفيه والرياضة وغيرها، ويفترض أن تدرّ دخلاً مالياً على الدول لدعم مواردها، لكن في الكويت ما زالت السياحة يُنظر لها بغير مفهومها العالمي، لهذا وضع الكويت وفق المؤشرات العالمية، أو حتى خليجياً وعربياً متدنٍ جداً، أو هي في المركز الأخير.

وعندما نراجع واقعنا وفق الدول الخليجية والعربية، نجد جيراننا الدول الخليجية استفادت من السياحة كمصدر يردف ميزانية الدولة، ففي نشرة لـ«فيتش سوليوشنز» مثلاً الإمارات في المركز الأول بدخل يعادل 40.8 مليار، والسعودية 21.7 مليار، وقطر 16.2 مليار، بينما الكويت في المركز الأخير خليجياً وعربياً بدخل 0.7.

والأمر طبيعي أن نحتل المركز الأخير، لأن من دون ضرائب لا مدخول من السياحة، حيث نعلم أن عواصم ومدناً خليجية... السائح يدفع للدولة نسبة 15 في المئة على مشترياته من البضائع والدخول للمسارح والسينما والمطاعم والفنادق وحتى المباريات وكل الفعاليات وغيرها، وبالتالي كل تلك المبالغ تحول للدولة وترفد ميزانيتها.

في الكويت السائح يدخل ويخرج، ومثل ما يقول المثل الشعبي «يمش يدينه بالطوفة ويمشي ولا يدفع ولا فلس للدولة»، رغم أنه يستغل مرافقها من بنية تحتية وصحية وغيرها، فقط القطاع الخاص قد يستفيد وهذا لا يكفي.

لهذا علينا ألا نضحك على أنفسنا ونُطالب الدولة بتنمية السياحة من المال العام وهي لا تستفيد، بمعنى أن سائحنا الكويتي يسافر ويدفع وهو يضحك، بينما القادم مُرحّب به ويا أهلاً وسهلاً به، إلا أنه غير مُلزم بالدفع.

هنا، هل يعني أنني ككاتب أساند فرض ضرائب، طبعاً أساند، ولكن فقط على الكماليات وليس على الضروريات كمرحلة أولى، لأن في المستقبل القريب الدولة ليس عندها خيارات أخرى لمواجهة العجز المُتكرّر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي