No Script

تسكين الوظائف... ضرورة

تصغير
تكبير

حتى تعالج المملكة العربية السعودية نسب البطالة المرتفعة وأعداد الخريجين المتضخمة سنوياً، كان لها أن تبحث عن حلول عملية واقعية وإلا فنتائج هذه البطالة أكثر كلفة من وجودها، فكان الحل الوحيد هو تسكين الوظائف في الدولة بكل مسمياتها وطبيعتها وإدخالها في نظام التوظيف الحكومي، بدءاً من وظيفة العامل والنادل والكاشير وحارس الأمن والمهن الحرفية الصغيرة التي كانت حكراً على الوافدين، وأصبح المواطن السعودي أمام القبول أو الجلوس عاطلاً عن العمل.

لذلك، حينما نذهب إلى المملكة العربية السعودية من أول بوابات دخولها، سواء المطارات أو المنافذ والمولات والمقاهي وورش السيارات ومحلات الصناعيات بمختلف مهنها أول ما يلفت انتباهنا وإعجابنا مشاهدة المواطن والمواطنة السعوديين في الواجهة يعملان بكل ثقة وبلا شعور بخجل أو عيب، بل مدعومين برؤية حكومية وتشجيع وطني لهذه المهن. ونحن كزائرين نسعد برؤيتهم ونفخر بهم ونتمنى أن يكون المواطن الكويتي والخريجون والخريجات متقبلين هذا التوجه الجديد للوظائف والمهن حتى تتحرك عجلة القضاء على البطالة بأنواعها المقنعة والحقيقية.

ملف التوظيف المثخن بالعاطلين والمنتظرين للوظائف في الكويت لا بد له من حلول بقوة القانون لتسكين جميع الوظائف، صغيرها سواء كانت ادارية أو عملية وفنية ومهنية وحرفية وتضمين ديوان الخدمة هذه الوظائف وإلزام الخريجين بالأمر الواقع أو يتحمل الرفض وتبعاته.

من غير المعقول أن تتحول الدولة إلى عسكرة لخريجيها التي أصبحت في الآونة الأخيرة أقصر الطرق للحصول على الراتب والمزايا المالية، أو تعيينات في وظائف إدارية وهندسية لا يتعدى الانتاج الوظيفي فيها شيئاً يذكر، وتتفاقم البطالة المقنعة في الوظائف الهندسية وأصبحت المولات مكاناً لقضاء المهندسين والمهندسات ساعات العمل بلا أي إنتاج أو فائدة تذكر.

تسكين الوظائف بكل أشكالها الفنية والمهنية والحرفية والأمنية والإدارية هو الحل الوحيد لمواجهة كثافة الخريجين السنوية والباحثين عن العمل ليس مطلباً ضرورياً بل واقع يجب أن نتعايش معه، وثقافة يجب أن نغرسها في عقول الأجيال الجديدة، بل وتضمين مناهج التربية أهمية العمل المهني والحرفي من المراحل الأولى وأنها مهن شريفة وحاجة وطنية وأن أبناء الوطن هم أولى بها.

mishkatq812345@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي