أضواء

تلسكوب جيمس ويب يفاجئ العلماء

تصغير
تكبير

(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير) سورة العنكبوت 20.

فضول الإنسان دفعه للنظر في خلق الكون. كان فلاسفة اليونان القدماء يعتقدون بأن الكون أزلي أي ليس له بداية ولا خالق على عكس الرسالات السماوية التي تحث على الإيمان بالخالق تعالى للكون. لكن العلم الحديث أكد على أن الكون له بداية، ولو كان أزلياً لنفذت طاقة النجوم ولما بقي ضوء نجم الشمس يسطع على مجموعتنا ولأدى ذلك إلى انتهاء الحياة على كوكبنا الأرضي.

يقدر العلماء على أن عمرالكون 13.8 مليار سنة، وأن عمر الأرض يقارب 4.5 مليار سنة، وأن طاقة الشمس في تناقص مستمر وسوف تتلاشى طاقتها الضوئية بعد فترة زمنية تقدر بمليارات السنين، والله أعلم.

يعتبر التلسكوب أو «المقراب» من أفضل الأدوات التي استخدمها الإنسان في استطلاع الفضاء الكوني وكان تلسكوب جيمس ويب، أحدث ما توصل إليه العلم الحديث من تقنيات الرصد بعد تلسكوب هابل. الفرق بينهما أن تلسكوب هابل يدور قريباً حول الأرض ويرصد الأجسام الكونية المرئية، بينما يدور تلسكوب جيمس ويب، حول الشمس وعلى مسافة مليون كم من الأرض لرصد بدايات تشكّل الكون من خلال التقاط الإشعاعات تحت الحمراء غير المرئية.

بعد عام ونصف العام من إطلاق تلسكوب جيمس ويب، فوجيء العلماء بصور التقطها التلسكوب لست مجرّات عظيمة - ليست بدائية - لم تخطر على بالهم، ما أثار استغرابهم وحيرتهم، وجعلهم يراجعون الصور للتأكد من حقيقتها لأنها تتنافى مع كون المجرّات تحتاج إلى بلايين السنين للتشكل وليس بضع مئات الملايين التي سبرها التلسكوب بعد الانفجار العظيم أو بداية الكون. علق بعض العلماء على أن تلك الصور قد تعني أن عمر الكون يتجاوز تقديرنا الحالي بزمن طويل يفوق طاقة الرصد لتلسكوب جيمس ويب.

مع أن بداية الكون أصبحت حقيقة لدى العلماء، وأن مفهوم الأزلية مرفوض من الناحية العلمية، يظل الإنسان يواجه تحديات كبيرة في استكشاف التفاصيل المتعلقة بنشأة الكون وتوسعه العظيم الذي يتحدى قدرة أدواته الاستطلاعية المتواضعة كتلسكوب جيمس ويب، الذي علّق عليه العلماء آمالاً كبيرة وقد بلغت تكلفته 10 بلايين دولار. «وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا»، (سورة الإسراء 85).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي