خلال كلمة ألقاها بالإنابة عن وزير الإعلام

محمد الجسار: البدايات الجيدة تَعد بنهايات جيدة... في إستراتيجية «مجلس الثقافة 2023 - 2028»

تصغير
تكبير

- تكريم 51 مشاركاً في صناعة «الإستراتيجية»... من «مجلس الثقافة» وخارجه
- عبدالله الطراح: خطوة جادة... لبناء رؤية وطنية تشاركية

أشاد وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري في كلمته التي ألقاها نيابةً عنه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة الدكتور محمد الجسار بأداء المشاركين في صناعة إستراتيجية «مجلس الثقافة 2023 - 2028»، مؤكداً «أن البدايات الجيدة تَعد بنهايات جيدة».

كلام المطيري، جاء خلال الحفل الذي رعاه أول من أمس في مكتبة الكويت الوطنية، لمناسبة مرور 50 عاماً على إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وللإعلان عن تقرير أداء الربع الأول الخاص بالاستراتيجية الجديدة، بحضور قيادات «مجلس الثقافة» وحشد غفير من المشاركين.

«العمل المثمر»

شكر المطيري «هذه الكوكبة من المخلصين الذين شاركوا في صناعة استراتيجية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذين بذلوا الجهد، وواصلوا العمل على مدار الساعة، واقتطعوا من خالص أوقاتهم، ليخرج هذا العمل المثمر إلى النور، وفي الصورة المثلى التي نستطيع أن نبني عليها، وأن نصل إلى ما كنا نأمل الوصول إليه... إلى استراتيجية وطنية شاملة تسمع بوعي، وتنصت باهتمام إلى آراء العاملين في مختلف القطاعات والمستويات الثقافية القيادية منها والإشرافية والتنفيذية».

كما خاطبهم بالقول: «إن البدايات الجيدة تَعد بنهايات جيدة، وأنتم سلكتم الطريق الصحيح، لذلك عليكم أن تواصلوا سعيكم وبذلكم بهمتكم التي عهدناه فيكم، فقليلة هي الأمور التي يستحيل تحقيقها مع الصبر والمثابرة، فالأعمال العظيمة لا تتم بالقوة، بل بالإصرار والمواظبة».

«رؤية واضحة»

ولفت أنه «في مثل هذا اليوم» في السابع عشر من يوليو العام 1973، صدر مرسوم أميري بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتأخذ الدولة على عاتقها الدور الرئيسي في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية، ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون والنهوض بهما، والإفساح في المجال أمام الاتصال والتواصل مع الثقافة العربية والعالمية، «فتعددت الاهتمامات الثقافية والإبداعية للمجلس، لكن يبقى من أهم إسهاماته نشر إصدارات ثقافية رصينة من كتب ومجلات، بأعداد كبيرة وأسعار رخيصة، إيماناً بأن الثقافة حق للجميع. فأطلق إصدارات (عالم المعرفة) و (عالم الفكر) و (من المسرح العالمي) و (إبداعات عالمية) و (الثقافة العالمية)، لتغدو ينابيع ثرية بالمعرفة الشاملة والثقافة العلمية، والعطاءات الإبداعية، ليس للمواطن الكويتي فقط، بل للأشقاء العرب في كل مكان».

وختم قائلاً: «لقد أدّت هذه الإصدارات دوراً عظيماً في إغناء المشهد الثقافي العربي، شهد له القاصي والداني، وأقرّ به جميع المنصفين في عالمنا العربي. واستكمالاً لهذا الدور الفاعل للثقافة الكويتية، ومواكبة لمناسبة مرور 50 عاماً على صدور المرسوم الأميري فإننا نخطط لإطلاق احتفالية كبرى تقام على مدى عام كامل، تبدأ مع مهرجان (صيفي ثقافي) القادم، وتختتم مع مهرجان (القرين الثقافي)، وتشهد كثيراً من الفعاليات والبرامج التي نأمل أن تجد صداها لدى المهتمين بالشأن الثقافي وجميع أفراد المجتمع».

تكريم المشاركين

وفيما شهد الحفل تكريم 51 مشاركاً في صناعة الاستراتيجية من داخل وخارج المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قال عريف الحفل الإعلامي عبدالله الطراح «اجتمعنا قبل ستة أشهر، وتحدثنا عن عامين من العمل المتواصل، والجهد الدؤوب لصناعة استراتيجية تشاركية وتوافقية شاملة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تم بفضل من الله إطلاقها رسمياً في العشرين من شهر ديسمبر الماضي، حيث كان تدشين هذه الاستراتيجية خطوة جادة لبناء رؤية وطنية تشاركية تحدد موقع الثقافة في سُلَّم أولويات الدولة، وبرامج التنمية، لتحقيق رؤية المجلس (تنمية ثقافية مستدامة وبيئة مُحفِّزَة على الابتكار)».

وتابع الطراح: «وفي إطار الحرص على نقل هذه الاستراتيجية إلى أرض الواقع، ومتابعة تنفيذها، تم تشكيل لجنة لمتابعة وتنفيذ الاستراتيجية.

وها نحن هنا اليوم نحتفل معاً بإطلاق تقرير الأداء الأول والخطة التشغيلية الخاصة بقطاعات المجلس، والتي أسهمت فيها جميع قطاعات المجلس، مُمَثَّلةً بإداراتها وأقسامها المختلفة».

«مجلة العربي»... سفيراً فوق العادة

أكد وزير الإعلام أن الكويت وضعت الثقافة نصب عينيها منذ وقت مبكر، فأصدرت في العام 1958، أي قبل استقلالها، «مجلة العربي»، أحد أهم الإصدارات الثقافية في العالم العربي، والتي لا تزال حتى الآن تمارس دورها الكبير سفيراً ثقافياً فوق العادة، يجسد انتماء الكويت إلى محيطها العربي والإسلامي، واعتزازها بدورها البناء في إثراء الثقافة العربية.

ومضى يقول «لقد حرصت الكويت على توسيع دورها الثقافي مع تقدم الوقت ووفرة العوائد من الثروة النفطية انطلاقاً من إيمانها باستثمار جانب من ثروتها في مساعدة أشقائها العرب على النهوض بأعباء التنمية الشاملة استجابة لقيمها العربية والإسلامية».

«إنجازات وتطلعات»

كشفت الفنانة التشكيلية الدكتورة ريهام الرغيب والمهندس محمد جمشير من قطاع الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عن أهم ما تم تطبيقه خلال الـ6 أشهر الأولى منذ انطلاق الاستراتيجية، وجاء ذلك في عشر نقاط، هي:

• عقد 28 حلقة نقاشية مع 963 مشاركاً من داخل وخارج المجلس الوطني، مع الاستفادة من خبرات وتجارب الدول الأخرى، حيث تم الاطلاع على 56 تجربة دولية و 275 وثيقة في 1300 ساعة عمل.

• الانتقال من الخطة الاستراتيجية النظرية إلى التنفيذية العملية على أرض الواقع، وحتى يحدث هذا التحول تمت الاستعانة بـ 30 خطوة في 3 أشهر، أبرزها تحديث البرنامج الآلي من خلال متابعة وتنسيق الجهود المبذولة في برنامج موحد، إلى جانب تكليف ضباط الاتصال من كل قطاعات المجلس، وأيضاً عقد ورش تدريبية.

• تحديث التشريعات، ويُقصد فيها تحديث كل القوانين والتشريعات أو لوائح وأدلة العمل لمواكبة التغيرات الثقافية، أبرزها استحداث عدد من اللوائح وتطوير اللوائح القائمة فعلياً في قطاع الثقافة. ودراسة استحداث لائحة تنظيم إعارة المباني.

• تحسين الخدمات، الذي يركز على رفع جودة وكفاءة ما يتم تقديمه من قبل المجلس الوطني من منتجات وخدمات ثقافية وأدبية، منها إطلاق الهوية البصرية بمناسبة مرور اليوبيل الذهبي، وتنقيبات أثرية عبر 6 بعثات دولية، إلى جانب إنشاء مختبر ثقافات البناء التقليدي ومجتمعات الساحل في الخليج، وأيضاً العمل على دراسة إدراج الديوانية الكويتية على لائحة التراث العالمي اللامادي في منظمة اليونيسكو.

• تخصيص الاستراتيجيات، ويهتم هذا الهدف بتوجيه قطاعات المجلس إلى ضرورة تبني استراتيجيات على مستوى القطاعات، منها استراتيجية التطوير الشامل للتراث، واستراتيجية الآثار في دول مجلس التعاون.

• تطوير القدرات، وهدفه رفع كفاءة الموارد البشرية الحالية مع التركيز على المعينين الجدد ومنحهم الأولوية، إلى جانب تدريب طلبة كلية الاداب على عمليات المسح والتنقيب الأثري الميداني، وتطوير معايير اختيار الكفاءات في التعينات، واحتفالية تكريم الأداء المتميز لكوادر المجلس.

• تسكين الهيكل، وهدفه تحقيق أقصى درجات التوافق التنظيمي في الهيكل الإداري للمجلس الوطني.

• التحول الرقمي، ويُعتبر نقلة نوعية باستخدام الأدوات الحديثة ليس فقط من الورقية إلى الرقمية، فالمجلس يهدف ويطمح إلى مواكبة التطور العلمي والتقني باستخدام التكنولوجيا الحديثة من الذكاء الاصطناعي

والواقع الافتراضي.

• الاستثمار الإبداعي، وهدفه الاستفادة من آفاق الاقتصاد المعرفي وفق رؤية تشاركية ووطنية، ومن أبرز الإنجازات:

- تحضيرات لإعادة المسح الوطني الشامل للمباني التاريخية والثقافية بالدولة، ودراسة الاستثمار الكلي والجزئي للمباني التابعة للمجلس الوطني، إلى جانب تشكيل فريق تنظيمي للاقتصاد الإبداعي.

- تنويع الشراكات، وهذا الهدف يشمل مثلث التنمية المستدامة الذهبي الذي أشار إليه وزير الإعلام في العديد من الاجتماعات، وهو التعاون مع القطاع الحكومي والخاص والمجتمع المدني، ويتضمن هذا الهدف 15 برنامجاً منها: - مبادرة الفن الثالث لفناني الجداريات، بدء المرحلة التحضيرية للمشروع التنموي لمنصة الأحمدي الثقافية، التنسيق مع مؤسسات الدولة لدراسة مشروع براحة الفلاح.

- تبني سياسات وطنية عليا، وهذا الهدف الذي يمثل أحد أهم أهداف الاستراتيجية، لكن لا تزال قيد الدراسة والمتابعة.

- تعزيز التواصل، والمقصود به التلاقي الحضاري والتبادل الثقافي في مجالات التنمية الثقافية المستدامة، وأبرز ما تم بهذا الهدف كل المشاركات والمعارض الخارجية التي تمت في الفترة السابقة.

ترتيب الأولويات

قال الرغيب وجمشير إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يحتاج إلى ترتيب أولوياته لزيادة الفعالية إلى أقصى حد، وتسخير الوقت والخبرات والموارد بالمسار الصحيح لضمان عدم تشتيت الجهود، ومن أهم الأولويات:

• أولوية البناء الداخلي، وهدفها التوجه للتركيز أكثر على الأفراد والوحدات التنفيذية والإشرافية وتحقيق أقصى معالجة ممكنة للتحديات الداخلية العاجلة.

• أولوية أهمية الاتساق الاستراتيجي لمزيد من التوافق وصياغة الأعمال مع مراعاة التكرار أو التداخل وأحياناً التعارض في المواعيد، وأن تكون أكثر انسجاماً مع الأهداف الاستراتيجية تحقيقاً للرؤية التي يتطلع إليها المجلس.

• أولوية توجيه الإنفاق للاطمئنان على أن الإنفاق يتجه إلى أولوية الصرف على تحقيق الأهداف الاستراتيجية أو يساعد على تنفيذها.

• أولوية حوكمة الأداء المؤسسي لتوثيق الإجراءات والامتثال للنظم والاستعداد للمساءلة وتكريس النزاهة عبر سلسلة من الآليات والأدوات وإنتاج دليل وتقرير حوكمة الأعمال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي