مشاهدات

ويسعون في الأرض فساداً

تصغير
تكبير

المخدرات والمؤثرات العقلية قضية كبرى شغلت تفكير جميع المجتمعات في العالم لما يترتب عليها من آثار مدمّرة على الأفراد ومن ثمّ المجتمع ولذلك أصبحت هاجساً أمنياً يؤرق السلطات الأمنية، ومن الواجب مكافحة هذه الآفة والحد من انتشارها لكونها سلاحاً خفياً يستهدف الشباب من أجل تحويله إلى قوى مدمّرة تشل المجتمع بدلاً من ممارسة دوره الطبيعي في الحياة كقوى وطنية فاعلة في المجتمع، وللأسف تمادى مروّجو هذه السموم في نشاطهم مستهدفين التلاميذ في مدارسهم؟ وذلك لضمان استدامة نشاطهم ورواج تجارتهم الشيطانية مستغلين أعمارهم الصغيرة لتعاطي هذه السموم ولسنوات طويلة مقبلة، واستغلالهم وإغراءهم لترويج المخدرات في المدارس!

ففي الفترة الماضية تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مسجّلة في الهواتف لصِدام عنيف بين المدانين في السجن المركزي وبين أفراد القوى الأمنية التي من مهامها حفظ الأمن في السجن المركزي، والمفارقة أن التسجيلات كانت من قبل هواتف خاصة بالمساجين!

وبسبب وقوع هذه الأحداث فإنّ الأمر يتطلّب من المسؤولين وقفة جادة وحازمة للتحقق من هذا الأمر الخطير وهو:

- هواتف اتصال في حيازة المحكومين! كيف ذلك؟

- مواد وملوثات عقلية ومخدرات وأدوات حادة في حيازة المحكومين!

- من الغريب أن إدارة تجارة المخدرات وتداولها يتزعمها عدد من المحكومين والمتواجدين بالسجن هم أصلاً ينفذون حكماً صادراً عليهم للسبب ذاته!

وذلك مؤشر غير مقبول بأن يمارس المحكوم تجارته الممنوعة وهو داخل المؤسسة الإصلاحية بكل أريحية!

كيف تحدث كل هذه المخالفات الجسيمة داخل السجن المركزي؟

يتضح جليّاً وجود ثغرات خطيرة في هذه المنشأة الإصلاحية بحيث يتمكن هؤلاء المحكومون من استغلالها وبناء بؤرة ومركز لممارسة تجارتهم الفاسدة، فبدلاً من أن يكون السجن مكاناً لإعادة تقويم وإصلاح الفرد أصبح ملاذاً آمناً للمجرمين؟

( وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً )

ومن صور الإفساد في الأرض هؤلاء المتاجرون بهذه السموم والذين يسعون في الأرض فساداً لتدمير أفراد المجتمع، فهؤلاء لا يستحقون الرأفة والمجتمع بريء منهم ويجب الإسراع بمحاكمتهم وتغليظ وتطبيق أقسى درجات العقوبة بحقهم وتنفيذ حكم الإعدام بهم دون أي تأخير ليكونوا عِبرة للآخرين.

- في دولة ماليزيا سنة 1965، تمكّنوا من السيطرة على تفشي هذه الآفة بتشريع قانون يقضي بتطبيق عقوبة الإعدام الملزمة على كل من يقوم بتهريب المخدرات، وبذلك تمت السيطرة على كل مَن تسول له نفسه القيام بهذه الأعمال المشينة خوفاً من عقوبة الإعدام.

(فمَن أمن العقوبة أساءَ الأدب)

عندما لا يكون الجزاء رادعاً عند ارتكاب المخالفات، تحل الفوضى في المجتمع ويتصرّف المخالف على هواه، وعلى مزاجه، فلا قانون يوقفه أو يحاسبه بل يتمادى أكثر وأكثر.

(مثلث الآفة)

- وهذه المشكلة تتكون من 3 أضلاع تشكّل مثلث الآفة:

1 - المتهم الأول هو التاجر (المهرب)

والذي يجب تطبيق أشد العقوبات في حقه، ألا وهو «الإعدام» لما يسببه من فساد عظيم يمتد إلى الأمة بأكملها فيصيبها بأضرار بالغة وأخطار جسيمة.

2 - المروّج

يجب كذلك تطبيق أشد العقوبات بحقه (الإعدام) إن لم يكن هو نفسه التاجر.

3 - المتعاطي

يعاقب المتعاطي بالسجن ويبعد عن البلاد إذا كان أجنبياً، في حين يتم تأهيل المواطن في برنامج صحي للتعافي ويوضع تحت المراقبة المستمرة للتأكد من عدم عودته للتعاطي لأنه سيتسبّب في إفساد المجتمع وبالتالي سيكون خطراً داهماً عليه.

كذلك لا يعاقب من يتقدم طوعاً لطلب العلاج، بل يودع في مستشفى تأهيل المدمنين، ويتم علاجه من هذا الداء.

(إجراءات حازمة يجب أن تُتخذ)

- عزل المهرب والمروج للمخدرات في عنابر منفصلة عن بقية المدانين.

- تشديد المراقبة على المدانين مع التفتيش المستمر للعنابر.

- التفتيش الدقيق للعاملين والزائرين.

- تفعيل ونشر كاميرات المراقبة في جميع المباني والممرات والعنابر بالسجون.

- تدوير حراس السجن بالكامل كل فترة زمنية.

- منع التواصل بين الحراس والمدانين بهدف عدم توطيد علاقة الصداقة والود، وتكون العلاقة وظيفية بحتة.

- الواجب على (حارس السجن) أن تتوافر فيه الشروط التالية:

(ألا يكون حديث التخرج، ويكون ربّ أسرة، ويكون كبيراً نسبياً بالعمر).

- عدم منح أي امتيازات للمدانين.

- يجب إحكام السيطرة والتفتيش على المنافذ البرية والجوية والبحرية كافة للحد من تهريب المخدرات إلى داخل البلاد.

- تقوم الدولة بإقرار قوانين صارمة لمكافحة تجارة المخدرات وتعاطيها، تشمل معاقبة المتورطين في نشر هذه الممنوعات.

- والأهم من ذلك، الأسرة ودورها الأساسي في متابعة الأبناء ومعرفة أصدقائهم وغرس التعاليم الإسلامية في أبنائهم.

ختاماً،

- الدولة هي صمام الأمان والاستقرار لكل مواطن وهي الداعم الرئيسي له في كل شيء، لذلك يجب أن يكون لها دور حاسم في الوقاية من المخدرات ومكافحتها، وأن تقوم بتنفيذ برامج وسياسات تهدف إلى زيادة الوعي والثقافة حول خطر المخدرات وتوعية أفراد المجتمع بالتأثيرات الضارة لها على الصحة والحياة.

ننوه بأن أي مخالفة ترتكب من قِبل القائمين على إدارة السجن من ضباط وأفراد ومهنيين لا بد أن تطبق عليهم أقسى العقوبات ويسرح عن العمل.

أبيات الغرض منها الحكمة، وتجسد صوراً لحالات معبّرة، بمعنى أن المدمن يلقي بنفسه إلى التهلكة وإن كانت حياته بيد المروّج لتلك السموم.

يا مَن يأخذ الموت بين أنامله

أرأيت مقتولاً يحنُّ لقاتله

اللهمّ احفظ الكويتَ آمنةً مطمئنةً، والحمد لله ربّ العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي