سنة المجلس (1938):
بعد تجربة أول مناورة سياسية شعبية في تاريخ الكويت عام 1921، والتي كانت بداياتها ناجحة بامتياز إلا أنها باءت بالفشل في نهاياتها وباعتبار قُصر عمرها الذي لم يتجاوز من بدايتها إلى نهايتها 3 أشهر تقريباً. ما جعل البلاد تدخل في ركود وجمود سياسي شعبي لأكثر من 10 سنين.
وفي الربع الأول من عام 1934 بدأت المشاكسات السياسية الشعبية تظهر هنا وهناك، كما ظهرت الكتابات على الجدران والتي تبرز مطالب الطبقة الجديدة المحرومة من حق المشاركة السياسية والتي أطلقوا عليها اسم (الوطنيين من الشباب الكويتي) والتي إلى اليوم لا أحد يعرف عضواً واحداً فيها. وكانت المطالب تنحصر في إصلاحات إدارية وتعليمية وصحية وابتعاث الشباب الكويتي للخارج وفتح أبواب البلاد لدخول العرب دون قيد أو شرط.
وقد استمرت هذه المطالبات والتي كانت كـكرة الثلج التي يزداد حجمها يوماً بعد يوم.
وفي شهر يونيو من عام 1938، قررت الجمعية السرية والتي سمّت نفسها بـ «الكتلة الوطنية» الخروج إلى النور وتقديم طلباتها بشكل علني ومباشر. وتقدّموا بعريضة لحاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح، طيّب الله ثراه، مطالبين بإنشاء مجلس تشريعي منتخب. وبعد مفاوضات طويلة (لا مجال لذكرها) واستياء الوكيل البريطاني تمت الموافقة على إنشاء المجلس.
وفي 29 يونيو 1938، أُجريت الانتخابات في «ديوان عائلة الصقر» وكان عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت 320 ناخباً وعدد المرشحين 20 مرشحاً. وقد فاز في تلك الانتخابات عدد 14عضواً.
كانت تجربة المجلس التشريعي عام 1938، والتي عُرفت بـ «سنة المجلس» أكثر وعياً وجديّة من تجربة مجلس الشورى 1921، حيث أُقيمت فيها انتخابات فعلية. بعكس تجربة مجلس الشورى والتي كان اختيار أعضائه بالتزكية وليس بالانتخاب.
ولكن ما أشبه الـ 38 بـ21، فنتيجة لحالات التوتر المتعمدة والصِدام المقصود من قبل أعضاء المجلس (خاصة تلك الصدامات التي كانت تحدث بين أعضاء المجلس والوكيل البريطاني) محاولين بهذه المناورات السياسية إثبات قوة ونفوذ المجلس إلا أنه لم يستمر طويلاً. ففي تاريخ 21 ديسمبر 1938 حُل المجلس. وعادت البلاد إلى المربع الأول.
المصادر:
- مدخل للتطور السياسي في الكويت
المؤلف / أ.د. غانم النجار
- شرارة الديموقراطية
المؤلف / أ. ماضي الخميس
Twitter: @Fahad_aljabri
Email: Al-jbri@hotmail.com