أكد أن استقرار الكويت وموقعها الجغرافي يشجعان الشركات على البحث عن الفرص فيها
السفير التشيكي: «طيران الجزيرة» سهّلت الوصول إلى براغ
أكد السفير التشيكي ياروسلاف سيرو، أن العلاقات بين بلاده والكويت، قوية أكثر من أي وقت مضى، وأن «الكويت تظل بالنسبة إلى التشيك شريكاً وحليفاً سياسياً وتجارياً طبيعياً ومهماً في المنطقة، ونتشارك معه عدداً من الاهتمامات والأهداف الدولية الرئيسية».
وتحدث السفير سيرو، في لقاء مع «الراي»، حول تفاصيل العلاقات الطويلة والودية التي تتمتع بها تشيكيا مع الكويت، وكيف تخطط بلاده لتعزيز العلاقات، ليس فقط مع الكويت، ولكن مع المنطقة بأكملها. وسلط الضوء على 60 عاماً من التعاون المثمر بين التشيك والكويت وخططه لتطوير العلاقات الثنائية مع الكويت في جميع المجالات، مضيفاً أنه «لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط، والخليج على وجه الخصوص، نقطة محورية للسياسة الخارجية التشيكية، الأمر الذي يعكس حضورنا الديبلوماسي القوي في المنطقة».
وقال إن «تشيكيا التي خلفت تشيكوسلوفاكيا السابقة، تتمتع والكويت تاريخياً بعلاقات ودية، منذ استقلال الكويت عام 1961، حيث أقام البلدان علاقات ديبلوماسية في 27 مايو 1963، وكانت تشيكوسلوفاكيا السابقة واحدة من أولى الدول الأوروبية التي افتتحت سفارتها في الكويت عام 1965. ومنذ ذلك الحين، ازدهرت العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين بشكل مطرد».
ورأى أنه منذ العام الماضي، أصبح من السهل السفر بين براغ ومدينة الكويت، من خلال رحلات شركة طيران الجزيرة المباشرة الموسمية، واستؤنفت الخدمة المباشرة مرة أخرى هذا العام في نهاية يونيو.
مستثمر ذو إمكانات عالية
وشدد السفير سيرو على الإمكانات الهائلة لفرص الاستثمار في التشيك بالنسبة للكويت، وقال «تظل التشيك موقعاً رائعاً للاستثمار الأجنبي المباشر. إنه اقتصاد متطور، بلد آمن وسلمي، يوفر موقعها الاستراتيجي في وسط أوروبا وصولاً رائعاً إلى السوق الأوروبية، وتوافر الدولة بنية تحتية متطورة، وبيئة أعمال شفافة، ووضعاً سياسياً مستقراً، وقطاعين خاصين ومصرفيين متطورين، وبيئة قانونية فعالة، بما في ذلك حماية الاستثمار، ونوعية حياة عالية، وقوى عاملة متعلمة وماهرة».
وذكر أن «في التشيك، يُنظر إلى الكويت على أنها مستثمر ذات إمكانات عالية، حيث تستثمر الكويت حالياً، في الغالب، ليس بشكل مباشر، ولكن من خلال صناديق الاستثمار الكبيرة، وتود التشيك أن ترى المزيد من الاستثمارات آتية من الأفراد والشركات في الكويت ودول الخليج الأخرى، لا سيما في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية».
وفي إشارة إلى توسع التجارة بين البلدين، وحنكة التشيك في الإنتاج الصناعي، قال السفير، إن «التبادل التجاري شهد نمواً غير عادي. ويسعدني أننا شهدنا زيادة سنوية بنسبة 40 في المئة في أحجام التجارة العام الماضي. فاستقرار الكويت وموقعها الجغرافي وسياستها المتوازنة تشجع الشركات التشيكية على البحث عن الفرص هنا».
ولفت إلى أن «تشيكيا تنتمي أيضاً إلى الدول ذات التقاليد الصناعية العريقة والتوجه التصديري العالي. اليوم، واقتصادها الأكثر تصنيعاً داخل الاتحاد الأوروبي، من حيث القيمة المضافة الإجمالية للصناعة، ويقدم العديد من التقنيات المبتكرة في مختلف القطاعات، فالسيارات هي أهم فرع في الصناعة التشيكية. والقطاعات الأخرى هي الهندسة الميكانيكية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والكيماويات، والتكنولوجيا النانوية، والتكنولوجيا الحيوية، والغذاء، وتعد صناعات الطاقة والبناء والسلع الاستهلاكية أيضاً من المكونات المهمة للاقتصاد التشيكي».
خزانات المياه... إنشاء تشيكي
وذكر سيرو أن «الشعب الكويتي يعرف التشيك جيداً بفضل منتجاتها التقليدية، مثل الزجاج الكريستالي الجميل، أو أبراج المياه «خزانات المياه» ذات اللون الأزرق والأبيض المخططة على شكل فطر، والتي بنتها شركة تشيكية في السبعينات، كما يمكنكم العثور على زجاج كريستال بوهيمي مصنوع يدوياً في العديد من المنازل الكويتية، إضافة إلى الإضاءات الكريستالية الجميلة التي تصنعها شركات تشيكية تزين ردهات مجمع الأفنيوز، أو العاصمة مول، أو مقر هيئة الاستثمار الكويتية».
وعرج السفير على«التعاون المهم بين البلدين في مجال حماية البيئة، حيث وقعت شركة نفط الكويت في مارس الماضي عقداً مع ثلاثة مورّدين مختارين، لتنفيذ أكبر مشروع لإزالة التلوث في العالم، ومن المقرر أن تتم معالجة ما مجموعه 8.34 مليون متر مكعب من التربة الملوثة، على نطاق واسع وقت الغزو العراقي، بواسطة الشركة التشيكية (ديكونتا)، التي تتمتع بتقنيات معالجة فريدة وخبرة واسعة في تنفيذ المشاريع الدولية».
وسيط محايد
وتناول السفير سيرو التعاون الأمني بين البلدين، مشيراً إلى أن «الكويت وسيط محايد معترف به على نطاق واسع، وتلعب دوراً حاسماً في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في منطقة الخليج والشرق الأوسط ككل».
وأضاف «يشترك البلدان في مبادئ الحرية والسيادة ووحدة الأراضي، وتشيكيا تقدر عالياً الدور الإيجابي والبنّاء الذي تلعبه الكويت على الساحة الدولية، وهي مستعدة للعمل بشكل وثيق مع الكويت على أساس ثنائي ومتعدد الأطراف، للحفاظ على الاستقرار وتعزيز السلام، والتعاون على الصعيدين العالمي والإقليمي»، مشيراً إلى أن «للإنتاج الصناعي التشيكي في قطاع الدفاع والأمن، تاريخاً طويلاً يمتد لأكثر من 100 عام، ويركز الآن بشكل متزايد على التقنيات والمجالات الجديدة، مع تصدير نحو 95 في المئة من إنتاج الصناعات الدفاعية، تحظى معدات الدفاع والأمن التشيكية عالية الجودة والتقنيات المتقدمة بتقدير دولي».
وذكر أن «زيارة نائب وزير الدفاع التشيكي في مايو 2021، فتحت صفحة جديدة في التعاون في شأن هذا المجال الحساس والمهم، والذي يحظى بدعم كامل من الحكومة التشيكية. كما زار وفد من الحرس الوطني جمهورية التشيك العام الماضي، وقدمت شركات تشيكية عدة من قطاع الأمن والدفاع نفسها إلى الكويت».
جهة سياحية
وتحدث السفير التشيكي عن مناطق الجذب السياحي الرائعة في بلاده، بما في ذلك العديد من المنتجعات الطبية المتجددة، والمناظر الطبيعية الخلابة والعديد من مواقع التراث العالمي لـ «اليونسكو»، التي تجذب ما بين 10 و12 مليون سائح سنوياً، وقال إن «الكويتيين يشتهرون بحبهم للسفر واستكشاف أماكن جديدة، وأنا فخور بأن تشيكيا أصبحت على مر السنين وجهة شهيرة للسياح الكويتيين أيضاً».