أضواء

الديكتاتور بوتين علق في مستنقع أوكرانيا

تصغير
تكبير

لا يختلف الديكتاتور بوتين عن الديكتاتوريات التي ابتلي بها العالم الثالث، والتي تبدأ عهدها بشعارات حب الوطن ومحاربة أعدائه المتربصين به، لكنها تنتهي دائماً بمآسٍ على الوطن وعلى الشعب ولا يعرف كيفية الخروج منها.

بدأ عهده بتسويق أنه البطل الذي يدافع عن مصالح روسيا أمام أطماع الولايات المتحدة والأوروبيين، وأراد أن يثبت ذلك على أرض الواقع بمغامرة غزو خاطف لأوكرانيا، لكنه منذ بدء غزوه في فبراير من السنة الماضية وحتى هذه اللحظة فشل فشلاً ذريعاً في احتلال أوكرانيا، وتقهقر جيشه بشكل سريع ومذل إلى إقليم دونباس الأوكراني المحاذي لروسيا بعد أن تكبد خسائر فادحة طالت جنوده ومعداته العسكرية.

لم يتعلّم بوتين من هزيمة الاتحاد السوفياتي الذي تزعّمته روسيا في أفغانستان رغم تواضع الإمكانات العسكرية التي كان يحصل عليها المقاتلون الأفغان. ولم يأخذ في الاعتبار أنه سيواجه أحدث أنواع الأسلحة التي سيقوم الأميركان والأوروبيون بتسليمها للجيش الأوكراني وتجريبها على الجيش الروسي، وهي فرصة ذهبية اقتنصوها بعد طول انتظار، كما لم يأخذ في الحسبان أن الشعب الأوكراني يكره الروس ويرفض العودة إلى العيش في كنف ديكتاتور يريد إعادة أمجاد القيصرية والسوفياتية الفاشستية.

ولم يحسب حساب تداعيات مواصلته للحرب التي ستستنزف إمكاناته العسكرية والاقتصادية التي لا تقاس أمام إمكانات الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة، وما تخفيه من مفاجآت غير سارّة كفضيحة تمرّد عميله بريغوجين، قائد مرتزقة «فاغنر»، على الجيش الروسي وعدائه المكشوف لوزير دفاعه سيرغي. ومن المؤكد أن شعبية بوتين تعرّضت لهزة كبيرة أمام شعبه الروسي بسبب حساباته الخاطئة تلك، والتي يحاول ترميمها بالتهديد باستخدام السلاح النووي ضد أعداء روسيا، مع أن الحرب تقليدية محدودة ابتدأها هو باعتدائه على الشعب الأوكراني ولا تستدعي استخدام أسلحة نووية.

دائماً يتساءل المرء لماذا تكرّر الديكتاتوريات أخطاء من سبقهم ولا يتعلمون من دروس التاريخ؟

ربما لأنّ الديكتاتور شخص يعاني من مرض البارانويا (جنون العظمة) الذي يغطي على بصره وبصيرته فلا يبصر الواقع أو الحقيقة، حتى ينتهي عهده بخراب بلاده.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي