تتباهى الأوطان بأبنائها الذين يساهمون في بنائها ورفعتها وتقدمها، ويشهد الله أن الكويت فقدت قبل أيام رجلاً وطنياً أعطى جل عمره لها دونما ضجيج أو مِنّة، ألا وهو العم سعود فهاد جحدل العجمي، طيّب الله ثراه.
تلقيت ببالغ الحزن وفاة العم أبوفهاد، وكم تمنيت أن أشارك في تشييع جثمانه الطاهر، ولكنها المسافات وظروف الإقامة في المملكة المغربية.
سعود جحدل هو أحد أهم رجالات القطاع النفطي الكويتي حيث تبوأ الفقيد آخر منصب له مدير عمليات مصفاة ميناء عبدالله.
تزاملت معه كموظف صغير وهو الرئيس للمصفاة القديمة في ميناء عبدالله، كان نموذجاً يُحتذى به في إخلاصه وتفانيه في خدمة الكويت في أهم قطاعاتها، وكم من مشكلة فنية معقدة في المصفاة قام بحلها دونما أن يكلّف الدولة فلساً واحداً.
بدأ الراحل حياته العملية مشغل مصفاة وتدرّج في عمله حتى أصبح المسؤول الأول عن عمليات تكرير البترول في تلك المصفاة، كان يتعامل مع الموظفين كافة بأدب جم وأخلاق عالية، وكان يعتبر العاملين تحت قيادته أبناء وإخوة له، ويشهد الله أنه تحمّل مني الكثير وتغافل كثيراً، رحمه الله رحمة واسعة، وكان يشجع موظفيه بكلماته الهادئة المتزنة وابتسامته السمحة، وكان يتعامل مع أبناء الكويت العاملين في مصفاة ميناء عبدالله بروح وطنية محبة ويشجعهم على العمل، ونتذكّر هنا أيضاً إخوة كراماً عملوا بجد واجتهاد على سبيل المثال لا الحصر، الأخ العزيز شاكر حيدر وعبدالرزاق العريان وخليل إبراهيم وعدنان الكندري ومرزوق العتيبي، ولا يفوتني الأخ الكبير فلاح بن حثلين والأخ الغالي تراحيب العجمي، رئيس نقابة البترول في تلك الفترة، حيث كان أبوسعود مِقداماً في دفاعه عن حقوق العاملين، ولا غرابةَ في ذلك فمواقفه دائماً ترفع الرأس.
ومن الإخوة العرب نتذكّر ويتذكّر العاملون في ميناء عبدالله، الأخ العزيز عادل حسين، هذا المصري الذي أعطى من قلبه حباً وإخلاصاً وتفانياً للكويت من خلال عمله الصادق على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.
أسأل الله عز وجل أن يتغمّد فقيد الكويت المُخلص الوطني العم سعود جحدل، بواسع رحمته ورضوانه، وخالص عزائنا لأسرته ومحبيه ولأبناء القطاع النفطي الكويتي كافة وللكويت قاطبة في رحيل هذه القامة الكبيرة التي رسمت تاريخاً مشرفاً في سجل الكويت الوطني.
دمتم بخير
jaberalhajri8@