بعد كل الأحداث السياسية المحلية، التي جاءت على خلفية إبطال مجلس الأمة 2022، وبعد الضجة الإعلامية الكبيرة التي تخللتها برامج المرشحين لمجلس 2023، نستطيع أن نقول الآن (راحت السكرة وجاءت الفكرة)، وبالتالي على الجميع الآن النظر للأمام بعيون متفائلة، لعل كل ماحصل كان بمثابة دروس للجميع، ولعلنا نحصل على شيء من أمنياتنا كمواطنين.
أعتقد أن الكل متفق على أن المواطن ينتظر الكثير، وقد لمسنا أن هناك حرصاً حكومياً - نيابياً على مختلف الأولويات، التي من شأنها تطور الخدمات العامة في البلاد، حتى ننفض غبار الإخفاقات المتكررة لاسيما الإخفاقات السياسية، التي جرتنا مرغمين إلى الوراء حيث المنطقة الرمادية أوعديمة اللون.
تعبنا وسئمنا من ذكر مقولة إننا نمر في مرحلة مفصلية وحساسة من تاريخ بلادنا، فكم هي كثيرة مراحلنا المفصلية، وكم هي شديدة حساسية المراحل التي مررنا بها، حيث بقينا نلتف حول أنفسنا سنوات عديدة، بعضنا منشغل بانتهاك القانون والاعتداء المتكرر على الأموال العامة، وبعضنا منهمك بتصفية الحسابات السياسية، وبعضنا الآخر يسعى جاهداً لإعادة بريقنا القديم الذي افتقدناه، لدرجة أن أشقاءنا من الشعوب الخليجية باتوا مشفقين على أحوالنا.
في حياة الأمم والشعوب هناك كبوات، ونأمل أن يكون كل ما مررنا به عبارة عن كبوة تعقبها نهضة وتطور وازدهار، فآمال الشعوب وتطلعاتها لا تموت، ولكن حتى تنهض الشعوب فإن هذه النهضة مشروطة بوجود الاستقرار السياسي، ووجود تكامل عملي بين السلطات في البلاد، وأن يعي الجميع حجم المسؤولية وقدرته على التأثير الإيجابي، مع تجنب الانقسامات والإقصاء الذي لن نحصد من ورائه إلا الآثار السلبية.
تمنياتي وأمنياتي الصادقة لأعضاء البرلمان الجديد وأعضاء الحكومة بالتوفيق والسداد، وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية والحس الوطني الحقيقي، وأن يكون العمل السياسي على درجة عالية من الاحترافية، والالتفات فعلياً لهموم الوطن والمواطنين.
** وخزة القلم:
قبل سنوات انزعجنا كثيراً حينما امتلأت شوارعنا ببعض سيارات (التاكسي الجوال)، وبعدها تضاعفت أعداد سيارات توصيل طلبات المطاعم، والآن نشاهد بكثرة سيارات لتوصيل المواد الاستهلاكية وفوق كل هذا (بلشتونا) بالدراجات النارية لتوصيل الطلبات!