No Script

كلمة صدق

حوار بين صحافي ومحامٍ

تصغير
تكبير

«الأسلوب المثالي للكتابة الصحافية هو القدرة على مخاطبة 500 شخص، يمثلون شتى الطبقات والقدرات، بلغة يفهمها الجميع، باستثناء الحمقى والمجانين». (دانيال ديغو 1660 - 1731).

محامٍ يسأل كاتباً صحافياً، «هل تفيد الكتابة الصحافية بشيء، خصوصاً كتّاب الرأي»؟ أجاب الكاتب الصحافي «نعم تفيد».

عقب المحامي منتشياً بلغة المنتصر، اذا كان الكلام في الصحافة يؤثر، فما أكثر الكتّاب والصحف في بلدنا وفي كثير من البلاد العربية، وهي لم تقضِ على التخلف ولم تقضِ على الفساد، وما أكثر الصحف وكتّاب الصحافة في الكويت ولم يصلح القلم التراجع في مجالات كثيرة بالبلاد!

أجاب الصحافي، على هذا الأساس فان المحامين ما أكثرهم في البلاد العربية، وما أكثرهم في الكويت، وهم في العقود الأخيرة في حالة ازدياد وذلك لم يقلل من الجرائم والجنايات، والغش التجاري وقضايا الطلاق، ولعل قضايا الطلاق بالذات ازدادت في الفترة الأخيرة، فهل يتحمل المحامي مسؤولية ذلك؟

وأضاف الكاتب الصحافي ان التعبير عن الرأي بحد ذاته هو ميزة، ولا يعيب صاحب الكلمة الحرة قول كلمته بصدق وابداء رأيه، انما العيب والتقصير لمن لا يستمع للنصح وللرأي السديد.

ثم ان المحامي إن كان يرى خطوط المنع والجواز واضحة فيتحرك من دون وجل بينهما، فهو في الوقت نفسه محدود الحراك غالباً في قضية محددة وفي مكان محدود، وهو قاعة المحكمة.

أما كاتب الرأي والصحافي فهو يمشي أحياناً في الضباب وفوق حقول الألغام متلمساً طريق الحقيقة لا يحد حراكه في التعبير عن الرأي والبحث عن الحقيقة موضوع واحد ولا مكان محدد.

القلم لا يموت، يموت من لا يحركه، القلم والكلمات، الكاتب يشيخ والقارئ يشيخ أيضاً لكن كلمات الكاتب تبقى حية تنبض ما دام هناك شمس تشرق وقمر يطلع.

الكلمات هي مخزون المعرفة البشري لمن لا يعرف معنى الكلمة، الكلمات هي التي يتعلم بها الطبيب الطب، وبها يترافع المحامي، والقاضي يدون حكمه بالكلمات، الكلمات الحصيفة تبني وطناً وتعيش شعوب تحت وارف ظلها، الكلمات المؤثرة ممكن أن تكون رصاصات في قلب الجهل وثورات براكين تفجر المعرفة وتنشر الوعي.

تمهل أيها المحامي فلولا الصحف والصحافة والكلمات وعذب المقال المدعم بالمنطق والبرهان، لما كان هناك مرافعة مقنعة، ولا برهان قاطع ولا حكم نافذ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي