كالعادة، قبل تشكيل أي حكومة تزداد الاشاعات والاقاويل بأن هذا الشخص قد رشح للوزارة، وتبدأ بعض الحسابات المأجورة بالمدح والتطبيل، وبالمقابل نجد ان هناك حسابات أخرى تبدأ بالذم والتجريح...!
لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة ان الاشاعات والاقاويل قد تغيرت من ان فلاناً من الناس قد تم ترشيحه للوزارة إلى ان هذا الشخص قد رفض قبول دخول التشكيل الوزاري، حتى ان هناك الكثير من ابناء البلد اصبح لديهم قناعة بان القبول بالحقيبة الوزارية سلبياته تفوق ايجابياته بكثير، وانه من المناصب الطاردة، واصبحنا نلاحظ ان غالبية نواب البرلمان ترفض قبول المنصب الوزاري بسبب الخبرات السابقة المتراكمة لمصير غالبية من قرر قبول المنصب الوزاري...
فكل نائب صغير بالسن استطاع الوصول للبرلمان أصبح على قناعة بان مستقبله السياسي سيحترق إذا قرر القبول بالمنصب الوزاري، وان الضمان لبقائه داخل المجلس هو الانضمام لتحالفات وتكتلات داخل المجلس وعدم قبول المنصب الوزاري حتى وإن رشحته كتلته المنتمي لها للمنصب، فالسوابق تدل على ان ترشيح كتلته له قد يكون هدفه الاساسي هو التخلص المستقبلي منه وحرق أي جسر قد يساعده للوصول للبرلمان مرة أخرى...!
لقد اصبحنا بأمس الحاجة لتطوير فكرنا ونظامنا الانتخابي وطريقة التشكيل الوزاري، فما نجح به الآباء اصبح بحاجة ماسة للتطوير.
فليس من الحكمة اتباع واعادة تطبيق ما قام به الآباء والأجداد، فالأمور قد تغيرت واصبح التغيير معها واجباً لتجنب الفشل واضاعة الوقت والجهد...