ربيع الكلمات

الناس ملّت... وتريد الإنجازات

تصغير
تكبير

أثناء الحملات الانتخابية للمرشحين كان الحديث يغلب عليه طابع الصراع الشخصي بين مختلف الأطراف، لذلك نجد البرامج قليلة وصراع النفوذ كبيراً... وقد يكون بسبب طبيعة النظام الانتخابي والصوت والواحد، لدرجة أنه خلال السنوات الماضية كانت البرامج قليلة حتى لدى الكتل السياسية وتفتقد للرؤية.

وبعد الانتخابات ونجاح النواب، من الواجب أن تقل هذه الصراعات بين النواب والنواب، والنواب والحكومة، وبعض الصراعات تجاوزت الحد لدرجة ممجوجة وصلت إلى القيم والأخلاق، يجب وضع النقاط على الحروف والناس ملّت من كل هذه الصراعات وتريد الإنجازات، والخاسر الأكبر من كل هذه الخلافات هو الوطن وتعطل مصالح الناس.

التعاون مطلوب بين النواب والحكومة من أجل الصالح العام، والناس تتساءل متى تنتهي كل هذه الخلافات وتبدأ عملية التنمية والإصلاح، ونفكر بالمستقبل بدل الانشغال والعيش في الماضي، يجب أن نفرق بين الحملات الانتخابية وما بعدها، الآن الكل يعمل لصالح الوطن وكفريق عمل ويبتعد عن الفردية لأن التحديات أمامنا.

والتحديات المقبلة جداً كبيرة تحتاج إلى وعي من الأطراف كافة، خاصة بعد دخول الذكاء الصناعي في الموضوع، وتقول بعض الدراسات أن 50 في المئة من الوظائف ستنتهي خلال السنوات العشر المقبلة!، إذاً، ماذا سنعمل مع 450 ألف خريج قادم إلى سوق العمل في الفترة ذاتها، والأكيد أن الحكومة لا تستطيع استيعاب كل هذه الأرقام، فيجب التصالح مع القطاع الخاص والنظر إليه كشريك في حل هذه المشكلة وليس كما هو الحال اليوم أن النظرة إليه كمُتهم، والقطاع الخاص بمشاريعه قادر على استيعاب الكثير من الشباب والكفاءات الكويتية.

يا نواب الأمة ويا حكومة... ترى الناس تعبانة جداً خاصة من ليس لديه كادر، والمتقاعدون حالتهم صعبة جداً، من غير المنطق أن هناك متقاعدين رواتبهم أقل من 1000 دينار كويتي في ظل هذا التضخم الكبير، يجب أن تكون هناك مسطرة عادلة لكل موظفي الدولة مربوطة بحجم التضخم.

ومن التحديات التي مازلنا نغفل عنها إلى يومنا هذا هو أن لغة البرمجة ستغيّر الطلب على الوظائف، بحيث سيكون الأمي هو الذي لا يعرف لغة البرمجة، ولكن الغريب أن معظم البعثات ما زال لتخصصات لا يحتاجها سوق العمل، خاصة لتخصصات الهندسة والتي فيها تخمة من الخريجين بسبب سياسات سابقة لديوان الخدمة تستوجب الإصلاح.

نتمنّى التوفيق للحكومة الجديدة، ومطلوب من النواب طي صفحة الماضي، وهذا يحتاج إلى ثقة من كل الأطراف والصدق في الإصلاح، وقت المجاملات يجب أن ينتهي، ومن المؤسف انشغال السياسيين في السابق بقضايا هامشية ما ضيّع الكثير من الأوقات.

أما لو تم تجاهل التعاون والدخول في صراعات جديدة فإننا أمام خطر حقيقي ووضع البلد غير قابل للاستدامة، والحل للكثير من المشاكل هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والكتل السياسية عليها مسؤولية كبيرة خلال الأيام المقبلة لإصلاح المسيرة وتقديم مشاريع حقيقية تفيد الناس والعباد... لأنّ الناس ملّت وتريد الإنجازات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي