يتوجه العالم الغربي مثل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا والسويد والدول الإسكندنافية نحو تعزيز دور المثلية في بلدانهم بجميع السبل المتاحة بدءاً بفرض تعليم منهج المثلية في مدارس الأطفال الحكومية والخاصة، وبيع ملابس للرضع والأطفال التي تحمل شعارات تؤيد المثلية مع عبارات خادشة للحياء في جميع الأسواق التجارية من أجل استهداف الأطفال والشباب المراهقين حتى يصل الأمر إلى جميع الأعمار، ثم العمل على إقامة الأعلام الملونة التي تحمل ألوان قوس قزح أو الطيف الخاص بالمثليين على المباني الحكومية والفنادق وغيرها، حتى يتم تكريس عالم المثلية لديهم، والعمل على ترويج قانون زواج المثليين بين المجتمع، مثلما تم تأييده من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لزواج المثليين عام 2012، ثم أكده الرئيس الحالي جو بايدن، قائلاً نحن اليوم نرسل رسالة واضحة للعالم بان أميركا «أمة مثلية»!
تلك هي رسائل غريبة للعالم المعارض الذي يعارض هذا التوجه بشدة لأنها قد تغير مفاهيم الحياة الأسرية بلا شك وتهدم أساسيات الحياة العامة والأديان السماوية، لذلك لم يترك المذيع الأميركي المعروف، تاكر كارلسون، هذه التصاريح أن تمر مرور الكرام بل ردّ قائلاً إن الاعتداء على الأطفال جنسياً منتشر في بلادنا، ولا أحد في السلطة يفعل شيئاً حيال ذلك وهذا عكس ما كان يحدث للأجيال السابقة حيث كان التحدث إلى الأطفال ولمسهم يُعد جريمة يعاقب عليها القانون، أما اليوم فالأمور تغيّرت إلى الأسوأ!
إذاً، ما نريد قوله هو أن العالم مع هذه المتغيرات ومع ظهور عالم المثلية قد يتحول إلى عالم أسوأ مما نتصور، فالسماح لزواج المثليين بين المجتمعات يهدّد طبيعة نسيج المجتمعات المحافظة وقد يدمر حياة مئات الأُسر ويساعد على تشريدهم، ويعكس مفاهيم الحياة، لذلك تتعالى أصوات البشر في العالم مندّدة في ما يحدث من تعديات على الأطفال الأبرياء في المدارس اعتراضاً على تدريس أطفالهم لمناهج غريبة تحمل مشاهد غير ملائمة وتدعم نهج المثلية الجنسية، وتنهي طبيعة الزواج بين المرأة والرجل، ما أدى إلى تظاهر المئات من أهالي الطلاب المسلمين والمسيحيين ليقفوا محتجين حول ما يدور في مدارس مقاطعة مونت غومري الحكومية في ولاية ميريلاند الأميركية، فيما هناك تظاهرة أخرى نظّمتها عائلات أميركية رفعت شعاراً مكتوباً عليه «Leave our kids alone» وتعني اتركوا الأطفال على فطرتهم، وشعار آخر يقول:
«لا للمثلية» في ولاية كاليفورنيا كان احتجاجاً على إعلان إدارة مدارس جلينديل، الذين وضعوا شعار «شهر الفخر للمثليين» حيث تم إقحام قضية المثلية في المناهج التعليمية، ما أدى إلى اعتداء «المثليين» على تظاهرة العائلات الأميركية ودخول قوات الشرطة لفك المشاجرة.
وفي ولاية ماساتشوستس - منطقة سبنسر، اشتعلت النيران في إحدى الكنائس بعد أن ضربها البرق حيث كانوا سيحتفلون بشهر المثليين والانتقال من عبادة الله إلى عبادة الشيطان، وكذلك هناك الملايين من المسلمين والمسيحيين يتّحدون ليتظاهروا في كندا ضد فرض تعليم المثلية في مدارس الأطفال، ورفض سياسة المدارس الممنهجة في تعليم الشذوذ الجنسي للأطفال والمراهقين في حين هناك مُعلّمة كندية توبخ طلاباً مسلمين لرفضهم حضور الأنشطة التي تدعم «المثليين» وتطالبهم باحترام غيرهم أو مغادرة البلاد! ثم يظهر لنا عمدة لندن السيد صادق خان (سياسي من أصول باكستانية) ليقول في مؤتمره الصحافي «إن إمامَ مسجد أفتى بقتلي بسبب تصويتي لقانون زواج المثليين»، والآن يعاني خان من اضطراب ما بعد الصدمة بعد تلقيه هذه التهديدات، فيما نشاهد مبنى القنصلية الأميركية في إسطنبول وهي تتحدى موقف الحكومة التركية المناهض للشذوذ الجنسي وتعلّق عَلماً ضخماً للمثلية على جدرانها!
تلك هي فتنة قوم لوط، نشاهدها تتكرّر اليوم في العالم الغربي لتغزو المجتمعات المحافظة حتى وصلت إلى مدارس الأطفال الصغار لتصبح معياراً للثقافة وما يسمى بالحرية والمساواة، الأمر الذي ينذر بكارثة ودمار وأوبئة محتملة في المستقبل القريب... والسؤال هنا:
هل نحن فعلاً أمام انتفاضة شعوب ستبدأ اشتعالها من الغرب؟!
ولكل حادث حديث،،،
alifairouz1961@outlook.com