رسالتي

«القندهاري» والفكر «العبيط»!

تصغير
تكبير

سُرِرت عندما قرأت وصف أحد كبار رموز الليبرالية في الكويت لمجلس الأمة 2023 بأنه «قندهاري».

لأنني عرفت مدى الحزن والضيق والحسرة التي أصابت هؤلاء بعد ظهور نتائج الانتخابات الأخيرة والتي بيّنت وصول عدد لا بأس به من النواب الإسلاميين.

وحزنت أن بعض هؤلاء يحمل شهادات علمية وأكاديمية، إلا أنه لا ينتفع بها، فتراه يحمل فكر التطرف والإقصاء!

لقد كشفت لنا مثل هذه التصريحات حقيقة الشعارات الزائفة التي يرفعها دعاة الليبرالية، والتي يدّعون فيها حرصهم على الحريات، واحترامهم لقرارات الشعوب، إلا أنهم يرسبون مع أول اختبار عندما تأتي النتائج بخلاف ما يتمنون!

يريد هؤلاء نتائج مفصّلة على أهوائهم وأمزجتهم وتوجهاتهم، فإن أتت بغير ذلك قدحوا بالناخبين وبمستوى وعيهم وثقافتهم، فوصفوهم بالجهل والتخلف والانخداع بالشعارات الدينية!

هذه النوعية يتكرّر وجودها في بلادنا وفي بعض البلاد العربية والإسلامية، هذا الصنف لديه الاستعداد أن يدعم الانقلاب على حكومة شعبية منتخبة، طالما أنه يقصي خصومهم الإسلاميين!

نقول لهؤلاء لقد كنتم تطالبون أبناء التيار الإسلامي بالتعايش مع من يختلف معهم عقدياً ودينياً، فما بالكم لا تطبقون ذلك على أنفسكم!

ونقول لهم احترموا اختيارات الشعوب، والتي ارتضت هذه المخرجات ورفضت أفكاركم وألقتها في سلة المهملات.

ينبغي على هؤلاء أن يتذكّروا بأن دين الدولة الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، وبأن المجتمع الكويتي - في معظمه - مجتمع محافظ.

أعتقد بأن مشكلة بعض هؤلاء ليست مع النواب الإسلاميين، وإنما مع الإسلام نفسه، فهم لا يريدون أن يكون الإسلام منهج حياة، وإنما يريدونه محصوراً بين جدران المساجد.

ونسأل هؤلاء: لِمَ كُلّ هذا الترهيب من وجود نواب إسلاميين في المجلس؟ هل رأيتم أحدهم يدخل المجلس وهو يحمل السلاح؟ هل سمعتم من قبل أنّ نائباً إسلامياً طالب بحمل العصا وضرب الناس لإجبارهم على الصلاة، أو لإجبار النساء على الحجاب؟

من العجب أن إعلامياً عربياً «عبيط»، يريد أن يعطي الشعب الكويتي دروساً في الحرية والديموقراطية! «هزُلت»!

ونقول لمن وصف مجلس الأمة الكويتي بـ «القندهاري»: إن كنت تقصد بهذا الوصف بأن المجلس سيعمل على حماية الفضيلة ومحاربة الرذيلة، فإننا سنضرب لهذا المجلس ألف تحية وسنرفع له القبعة، وسنقول له: «أهلاً وسهلاً بالمجلس القندهاري».

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي