رأي نفطي

قطاع التكرير الكويتي يتفوّق على النفط!

تصغير
تكبير

بلغة الأرقام، فإن إجمالي طاقة التكرير الكويتية تفوق 2 مليون برميل في اليوم الواحد، موزعة على 6 مصاف، 3 منها داخل الكويت و3 خارجها. فالطاقة المحلية تبلغ 1.400 مليون ما بين الأحمدي وميناء عبدالله عند إجمالي 800 ألف، ومصفاة الزور 600 ألف برميل في اليوم. ونحو 600 ألف برميل من مصافي الكويت الثلاث خارج البلاد، في كل من الدقم في عمان وفيتنام ومصفاة ميلازو في ايطاليا، وذلك من إجمالي حصة الكويت الحالية في أوبك والبالغة 2.500 مليون في اليوم. بمعنى ان 80 في المئة من الخام الكويتي للمصافي والكمية المتبقية هي 500 ألف برميل لتصدير النفط الخام الكويتي إلى الخارج.

ويدل ذلك على أننا لم ننفذ ولم نلتزم بسياسة 50 في المئة التي بدأتها مؤسسة البترول الكويتية منذ تأسيسها، حيث بدأنا بالتخلص من عقود وزبائننا من النفط الخام تقريباً في جميع أنحاء العالم، خاصة في آسيا. ولهذا نرى تراجعاً في حصصنا في التوريد الخارجي من «الخام»، رغم أن سياستنا كانت معتمدة بالتساوي بين الخام والتكرير، وإيجاد منافذ وأسواق آمنة للكويت.

والآن، لم نعد قادرين على إنتاج أكثر من 500 ألف من إجمالي حصتنا من منظمة أوبك. وحتى عند معدل إنتاج 2.800 مليون برميل فإن حصتنا من النفط الخام ستكون 800 ألف فقط، أي عند 30 في المئة. مما يعني أنه يتوجب علينا العمل لزيادة الإنتاج من الخام. ومع ذلك، نتساءل، لماذا مثلاً لم نطالب في رفع وزيادة حصتنا الإنتاجية من النفط الخام للعام المقبل مثل بعض دول المنظمة النفطية؟

لكن السؤال الأهم، ماهي قدرتنا الإنتاجية من النفط الخام مستقبلاً، وهل سنصل عند الرقم الموعود وهو 3 ملايين برميل في اليوم، وهل نستطيع ان نصل إلى رقم 2.800 حقاً قبل نهاية العام الجاري؟ واذا الأمر كذلك، لماذا لم نطالب بزيادة إنتاجنا من النفط الخام أسوة ببقية أعضاء أوبك، ولماذا لا نطالب بعدم إمكانيتنا بخفض الإنتاج ايضاً مثل بقية أعضاء المنظمة مثلاً العراق عند 4.100 مليون. أو ايران عند 2.66 مليون برميل في اليوم؟ على الأقل نطالب المنظمة عند معدلنا السابق 2.800 مليون بالموازاة مع الإمارات المتحدة وهي الآن عند 2.900 مليون. لماذا كتب علينا التضحية دائماً، خاصة وان المملكة العربية السعودية ضحت بما هو أكثر من المطلوب للحفاظ على وحده وتماسك (اوبك+) وهي تعلم أن روسيا لن تلتزم وكذلك بعض أعضاء أوبك، وتبقى الكويت هي التي تلتزم، لكن يجب مراعاه التزامنا مستقبلاً؟.

لكن علينا أن نبدأ بالتحرك في توعية الرأي العام بالحالة النفطية الحالية ودعوة الشركات النفطية المتخصصة لمساعدتنا بكل شفافية، نعم، لا نمتلك الخبرات العميقة، ولا نعرف ولا ندري كيفية التعامل مع «برقان العظيم العجوز» وكيفية المحافظة على استمراريته في تكملة عمره في إنتاج النفط الخام، والمصدر الأكبر في معدل انتاج النفط الخام الكويتي، وكذلك التعامل مع الحقول الأخرى والشمالية.

نعم، حقولنا قديمة، ولكن هناك من التقنيات المتقدمة وعلى القطاع النفطي إعلامنا لأن معدل انخفاض إنتاج النفط منذ 2016 ليس بالأمر السهل وليتصادف مع انخفاض في سعر النفط الخام. وسنكون محظوظين فعلاً لو استطاع قطاع التكرير ان يُحقق هوامش الأرباح عن العام الماضي وما فوق 20 دولاراً للبرميل، وإن لم يتحقق فأن نكون قد خسرنا مرتين من التكرير ومن انخفاض في إنتاج النفط.

القطاع النفطي مدعو للشفافية المطلقة وإعلام جمهورنا بالواقع الحالي المرّ. والقطاع يُقدّم ما عليه لكنه في النهاية لا يمتلك الخبرات والقدرات مع التغييرات المستمرة في إحالة كبار المتخصصين إلى التقاعد المبكر لنفقد خبراتهم المميزة في لقمة عيشنا. ثم نطالب القطاع بأسباب انخفاض إنتاج الكويت من النفط، ونحن ضد استخدام أو مساعدة من الشركات النفطية المتخصصة كدول مجلس التعاون أو مثلاً العراق وإيران وبقية دول (أوبك+).

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي