اقرأ ما يلي...
أسرة مفككة... وطن مضطرب
الغريب اليوم، أن تسمع عن أسرة مستقرة، وأسباب نجاح الأسر هو تطبيق قوانين حياتية تتعلق بفطرة الانسان وحاجته المستمرة للاستقرار، ودينياً أن يكمل الانسان نصف دينه، اجتماعياً.
من الجميل أن يتحدث الناس عن أسرة فلان المستقرة، فتكون واجهته الاجتماعية طبيعية وتخلو من مشاكل الشريكين وتفكك الأسر.
ينظر للزوجة على أنها كثيرة المطالب وتسعى لرفاهية المنزل ونفسها وأولادها دون مراعاة للحالة المادية للزوج، والذي بدوره ينظر لزوجته على أنها جشعة مادية، وأكبر محرض للأولاد للعبث بجيب الأب، إنه يفكر بعمل مشاريع عدة بحاجة لرؤوس أموال جمعها منذ زمن، وفي الوقت نفسه يعاني من شركاء لايشعر نحوهم بالثقة، فإما خسارته أمام زوجة وأولاد يسعون للرفاهية أو خسارته أمام شركاء العمل.
تصور الأفلام العربية أم الزوجة بالوحش الكاسر الذي يحاول إصلاح البيت عن طريق تدميره، وهو ما يشكل ضغطاً مضاعفاً على الأسرة، فتضطر الزوجة بالبوح لمجموعة من الصديقات اللاتي بدورهن يتحدثن لزميلات العمل بكل حزن عن المشكلة ذاتها، وتنقل زميلات العمل هذه القصة لبيوتهن وبعضهن من يطرح المشكلة في التواصل الاجتماعي وكأنها مشكلة لم تحدث سابقاً، لكي تصبح قضية رأي عام يقف الجمهور المتابع والذي يكثر بعضه خارج حدود الدولة، يقفون للدفاع عن الزوجة دون سماع رأي الزوج ودوره في المشكلة، وما إن تصل الأمور للمحاكم حتى يحدث الطلاق وتأخذ الزوجة نفقة قد تحقق بها الرفاهية التي كانت ترجوها سابقاً، وتشعر الأم بضغط وجود ابنتها وابنائها في المنزل وحرمانها من الخصوصية والهدوء، حتى يعاني الأبناء من أمراض نفسية وشعور بالوحدة والفقد.
الحب يتوالد عندما يسود الاحترام في المكان وبين الأفراد، إضافة الى ان الشفافية تلعب دوراً كبيراً في التحاور وابعاد الشك بين الأطراف وافتراض القصص الخيالية، وأخيراً الخصوصية أمر صعب تطبيقه ولكن من يحتفظ بخصوصياته فهو بطل هذا الزمان، هذه النقاط تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الزوجين، الأولاد، البيت والبيئة المحيطة. ِقس هذا المثال على الوضع السياسي في الأوطان.
