No Script

إطلالة

ازدياد ظاهرة الطلاق في الكويت!

تصغير
تكبير

لقد هالني ما قرأتُ في كشف وزارة العدل الذي يفيد بارتفاع عدد حالات الطلاق في الكويت حتى وصل إلى 8400 حالة خلال العام الماضي 2022، من بينها 1100 حالة طلاق لم يكملوا عاماً واحداً من زواجهم، إذاً، نحن اليوم أمام مشكلة كبيرة لا نتلفت إليها؟!

أي من الملاحظ أن حالات الطلاق بازدياد مستمر مقارنة لعام 2021 الذي يفيد بـ 8041 حالة طلاق، بينما توجد 17693 حالة زواج، كما بلغت نسبة الطلاق للعام الحالي 2023 نحو 45.5 ٪ من مجموع حالات الزواج بحسب إحصائية وزارة العدل.

لذلك، قد نفرح بارتفاع نسبة الزواج في الكويت ولكن في الوقت نفسه يحزننا كثيرا ارتفاع نسبة الطلاق بشكل لافت للنظر، والكويت وصلت في المركز الأول في نسب الطلاق وبالتالي تعتبر هي أعلى الدول العربية في إعداد حالات الطلاق وهذا شيء مؤلم!

وهناك دراسة رسمية أظهرت هذا الارتفاع بمعدل يصل إلى نحو 15 مواطنة تُطلّق يومياً مقابل 5 حالات لغير الكويتيات، استناداً إلى إحصائيات السنوات الخمس الماضية، ما يجعلنا نحن كشعب في مؤشر مُقلق للغاية ويحتاج بحثاً في العمق لمعرفة أسبابه وتداعياته.

والسؤال المطروح هنا: ما السبب الرئيسي وراء انتشار ظاهرة الطلاق في الكويت، وكم عدد أنواع الطلاق حتى تنتشر كالبرق في الكويت، وهل ظاهرة الطلاق وراءها غياب الوعي والثقافة والمسؤولية بين الطرفين «الزوج والزوجة»؟!

هناك محامون كثر يؤكدون أن هناك أسباباً جوهرية عدة لازدياد حالات الطلاق في الكويت، وتتمثل الأسباب كالتالي:

- وقوع الخيانة الزوجية، عدم التفاهم وغياب الحوار بينهما، الظروف المالية الصعبة، إقبال الرجل على الارتباط بزوجة أخرى كون الشرع سمح للرجل الزواج من أربع نساء، تقصير بعض الزوجات والأزواج في واجباتهم الزوجية.

- العناد وعدم تقديم التنازلات بين الطرفين، أي نجد الزوج والزوجة يُصرّان على رأيهما ولا يقبلان التنازل عن شروطهما الزوجية في المسائل الزوجية.

الإهمال - أي عدم اهتمام الزوجة بواجباتها الزوجية كونها زوجة وأُماً وعدم تحمل المسؤولية، انتشار ظاهرة العنف بين الأزواج، تدخّل أقارب الزوجين في ما لا يعنيهم عند بدء أي خلاف يحدث بينهما، عدم الانجاب، اختلاف الثقافة الزوجية ما يلزم الطرفين ترك المنزل وكثرة الخروج منه، وقد تكون هناك أسباب أخرى لم نذكرها لضيق مساحة المقال.

وفي ضوء ازدياد حالات الطلاق في الكويت تم تدشين برنامج تأهيلي للمقبلين من الشباب على الزواج يسمى بــ «وفاق» في وزارة العدل بهدف توعية الأزواج الجدد في كيفية إنشاء أسرة متفاهمة ومستقرة تساهم في بناء المجتمع وفق الضوابط الدينية والاجتماعية وتوفير السعادة الزوجية للمتزوجين، وقد جاء البرنامج من خلال توجيهات حكومية على ضرورة الاهتمام بالأسرة والشباب الكويتي بالتعاون مع جهود العاملين في إدارة الاستشارات الأسرية في وزارة العدل، كما ستستعين الإدارة بمختصين من أبناء الكويت لإعطاء الدورات المختصة للمقبلين على الزواج بالمجان، وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة منه في توضيح المعوقات التي تواجه المتزوجين وكيفية إيجاد الحلول المناسبة لها للتخفيف من حالات الطلاق المرتفعة في الكويت، وكذلك إقناع الشباب بالزواج المبكر بعد ازدياد حالات «العزوف» عنه نتيجة الخوف من المعوقات التي قد تواجههم في الحياة الزوجية خاصة بعد مشاهدة الزيادة في حالات الطلاق في البلاد، وبالتالي بدورنا نطالب أولياء الأمور الاهتمام بتأهيل أبنائهم من الشباب للزواج ومعرفة حقوق الزوج والزوجة وحُسن التعامل بينهما لإيجاد أسرة مترابطة وزواج سعيد إلى الأبد...

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي