السبت الماضي 6/3، كان سبتاً أسود على الصهاينة بعد مقتل ثلاثة من جنودهم وإصابة رابع على يد الشاب محمد صلاح، وهو شرطي مصري من أمن الحدود، قبل إطلاق الرصاص عليه وقتله من قِبل جندي صهيوني.
كان ذلك بمثابة صاعقة على الصهاينة حيث إن الحادث كان داخل فلسطين المحتلة بعمق خمسة كيلومترات عن معبر العوجة الحدودي بين مصر وفلسطين المحتلة. العملية توحي بأنها ذات هدف انتقامي من الصهاينة نفذه الشرطي الذي عرف عنه أنه كان متعاطفاً مع أهالي غزة المحاصرين وقد صرّح على صفحته «الله يقف مع فلسطين».
وهذا العمل له دوافعه وأسبابه. فالمشاهد اليومية من قمع واضطهاد وقتل الفلسطينيين واعتقالهم وتدمير مساكنهم، وقصف سكان غزة بالطيران الحربي واقتحام المستوطنين المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه كلها حاضرة في ذاكرة الشرطي الشاب، خصوصاً أنها تنقل عبر وسائل الإعلام ويشاهدها ملايين العرب الذين لا شك أنهم يشاركون الشرطي مشاعره في كراهية الصهاينة المحتلين.عام 1985 أدى الجندي سليمان خاطر، رحمه الله، واجبه الوطني بكل إخلاص وقام بقتل 5 إسرائيليين حاولوا تخطي نقطة حراسته على الحدود بإطلاق الرصاص عليهم ثم سلم نفسه للسلطات المصرية.
بالنسبة للصهاينة، أثارت عملية العوجة وساوس كثيرة دفعت العسكريين إلى إعادة النظر في تقييم خططهم الأمنية على الحدود، بعد أن أصيبوا بالإحباط من فشلها في منع تسلل الشرطي محمد صلاح، رحمه الله، وقيامه بعمله البطولي، الأمر الذي يزيد من قلق الصهاينة من أن قناعة الشعوب العربية ضدهم لم تتغير.