No Script

فلسفة قلم

ماضي... ومستقبل الإعلام

تصغير
تكبير

في أحد التقارير التي نشرها منتدى دافوس الاقتصادي عن مستقبل الوظائف ذكر أن 65٪ من الاطفال الذين ولدوا في عام 2010، وسيلتحقون في سوق العمل بعد عام 2030، سيعملون في وظائف لا نعلم عنها شيئاً... والسبب ببساطة أننا نعيش في عصر الابتكارات التقنية المخلة بالنظام أو بالسياق، تلك القفزات التي لا تعبر عن تحسّن تدريجي وانما تخل بالنظام القائم، وبالتالي لا أتخيل أن نتحدث عن مستقبل أي شيء في العالم دون ربطه بالتحول الرقمي الشامل وما يحدث في العالم من متغيرات متسارعة ومفاجئة، ومن المفاجآت الكبيرة التي اقتحمت جسد الاعلام هذا العام من دون استئذان ChatGPT والمذيع الافتراضي، وهما اللذان سيحدثان تغييراً في شكل اعلام المستقبل.

المستقبل هاجس كل إنسان، ولذلك كان شعار الملتقى الاعلامي العربي «مستقبل الاعلام.. اعلام المستقبل»، وكيف لا يكون هاجسنا اعلام المستقبل وتحولاته التقنية، ونحن نعلم أننا نعيش وسط معلومات ومعارف تتدفق إلينا من كل الاتجاهات لتشكل وعينا وشخصياتنا، ولذلك نحن بحاجة إلى مراجعة انفسنا كل عام ومعرفة ما حدث ويحدث وسيحدث، وإلا لن نكون، فمواكبة التطورات ومتابعة كل ما يحصل في العالم بجدية هو الذي يدفعنا إلى التغيير النوعي في ظل هذه التحديات الرقمية.

مبدأ الاعلامي التقليدي تحول في السنوات القليلة الماضية من مبدأ الخبر إلى الاعلام التحليلي والوثائقي والترفيهي، إلا أنه يواجه إشكالية في استخدام الأدوات التي تخاطب الجمهور وسط ثورة الاعلام الالكتروني التي لا تزال تسيطر عليها كثرة الاخطاء وعدم الدقة والاشاعات، بسبب هوس الشهرة والسرعة في نشر الاخبار، ومن هنا تبرز أهمية دور كل إعلامي في المساهمة بالمحافظة على هذه المنظومة التي ينتمي إليها من خلال مواكبة المتغيرات والتحلي بالموضوعية والدقة والحرية المسؤولة والبناءة.

رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، للملتقى الاعلامي العربي في نسخته الـ 18 والتي تمثلت بحضور وزير الاعلام عبدالرحمن المطيري، تؤكد حرص دولة الكويت على رفعة دور الاعلام في تعزيز التعاون والتواصل العربي والرغبة في عودة الريادة الاعلامية لدولة الكويت، فقد كان الملتقى حدثاً بارزاً حضره وزراء وسفراء ونخبة من الاعلاميين العرب، ليساهم في دفع الكويت نحو طريق العودة بـ 14 جلسة حوارية وندوات في مجالات الاعلام المتعددة، أما الامين العام لملتقى الاعلام العربي ماضي الخميس، فكان عنوان النجاح بعد أن وضع تحولات الاعلام على طاولات الحوار لتدرس ماضي وحاضر ومستقبل الاعلام.

هذا ما نتطلع له ونفتخر به ونعتز.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي