No Script

نقطة على الحرف

التزوير... والازدواجية

تصغير
تكبير

ظهرت في الآونة الأخيرة وربما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والحملات الانتخابية للمرشحين أصواتاً تطالب بكشف المزورين ومزدوجي الجنسية، ولقد وصلتني كغيري بعض التسجيلات الصوتية والتي تدور حول هذين المضمونين، ونحسبها ونحسن الظن فيها بأنها أصوات وطنية صادقة تنشد المصلحة الوطنية. وإذ كنت أرى أن هاتين القضيتين محوريتان تستوجبان الوقفة الصادقة المخلصة لحلهما لا أن تكون مسألة آنية مرهونة بفترة زمنية محدودة... فإنني أرى أن خطورتهما ذات درجات متفاوتة... فقضية التزوير وإذا صحت تعد فعلاً جنائياً مكتمل الأركان يستوجب التحقيق وتقديم كل من أقدم على هذا الفعل من كل أضلاع المثلث إلى القضاء، وسحب الجنسية من أصحابها وكل من حصل عليها بالتبعية ومعاقبة من أقدم وساعد على هذا العمل والذي يعد خيانة وطنية للوطن وللأمة.

أما قضية الازدواجية فكما هو معروف لا يعمل بهذا في دولة الكويت، فالقانون واضح ومن يتجاوزه لابد أن يعاقب، فالولاء لا يمكن المساومة عليه وهو خط أحمر والأمر بسيط جداً لانهاء هذا الملف الشائك وحله جذرياً هو كشف هؤلاء المزدوجين ممن حصل على جنسية دولة أخرى، ولا يقتصر على جنسية واحدة فقط ويكون هناك خيار للمتجنس باختيار الجنسية التي يريدها وهذا يتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً ونستطيع في غضون فترة محددة الانتهاء من هذا الملف والنأي به عن المزايدات والتكسب بأنواعه كافة، ونكون قد استطعنا تحقيق التوفير المادي والأمن المجتمعي والحماية لمكونات المجتمع الكويتي.

والأمر الآخر وفي إطار الجنسية، وهو ما يتعلق بمفهوم الخدمات الجليلة وهو جانب مقدر ومطلوب ونشد على منح الجنسية لمن قدم خدمات جليلة لوطننا العزيز، وفي مقدمتها من قدم الدماء دفاعاً عن الكويت! ولكننا والجميع يتساءل ما هي متطلبات الخدمات الجليلة؟ وهل من حصل عليها تحت هذا الباب يستحقها؟ وهل من حرم منها لا يستحقها فعلاً؟ الجميع ينظر بعين الأمل والتفاؤل من حكومة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، رئيس مجلس الوزراء، ومن معالي النائب الأول وزير الداخلية وزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد، بأن تكون هناك وقفة جادة لمنح من خدم وضحى من أجل الكويت شرف الانتماء.

وإذا كنا في مجال حماية المجتمع وتنقيته من الشوائب فيجب أن يطول الأمر من ألحق نسبه بعائلة أو قبيلة وهو لا يمت لهما بصلة، وتحضرني حادثة إحدى العوائل الكويتية الكريمة التي رفضت انتساب أحد الأشخاص لها والصاق اسمه بها، وأنا لست هنا من دعاة التمييز والعنصرية ولكن حفظ الأنساب مهم جداً وهو هدف لحماية المجتمع ولم يكن هذا العلم مقتصراً على أمة العرب فقط بل تعدى ذلك إلى الأمم الأخرى، فالأمة الصينية مثلاً هي أشد الأمم في حفظ انسابها والعرب في مقدمة الأمم التي تحفظ انسابها وتعض عليها بالنواجذ حتى في قضية الكفاءة بالزواج، والسبب لم يكن يوماً في أي امتيازات مادية بل يتعدى ذلك إلى ما هو أهم يتعلق بتوارث الأخلاق التي تهتف بالفضائل والأفعال الحميدة، ومتى ما كثرت هذه الفضائل في المجتمع ترقت الأمة وأصبحت عزيزة لأن الأخلاق الفاضلة هي الأساس الذي يبنى عليه كيان الأمم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي