No Script

أضواء

مئوية تركيا... تعزيز للديموقراطية

تصغير
تكبير

«الشعب صوّت لصالح مئوية تركيا». الرئيس المنتخب أردوغان.

أردوغان بعد فوزه بالجولة الثانية في سباق الرئاسة التركية وحصوله على 52 في المئة من أصوات الناخبين، تكون تركيا قد دخلت مئويتها بثوب جديد معزّز بمزيد من الديموقراطية بعد نزع ثوب العلمانية المتوحشة التي عانت منها خلال عقود منذ نشأة الجمهورية عام 1923. وبذلك يكون الشعب التركي قد خيّب آمال المجموعة الغربية وكشف عن كذب ادعاءاتها في أن تركيا فقدت فرصتها في إعادة الديموقراطية بعد هزيمة كليشدار.

والحقيقة أن تركيا لم تتنفس الديموقراطية إلاّ خلال العقود القليلة المتأخرة من المئوية خصوصاً خلال حكم حزب العدالة والتنمية، عانت قبلها من ديكتاتورية علمانيّة متوحشة تورَطت في تقييد حرية الشعب التركي وإلزامه بتنفيذ توجيهات صارمة معادية للدين وللأعراف التركية، وأهملت حاجات المواطن التركي المعيشية وتسبّبت في تدهور الاقتصاد التركي، حتى صار المواطن التركي يتعامل بورقة من فئة المليون ليرة.

وبلغ توحّش العلمانية مداه عندما أصدرت حكمها بإعدام رئيس الوزراء المنتخب عدنان مندريس 1960، بعد انقلاب عسكري أطاح به ووجهت له تهماً منها محاولة إقامة دولة دينية وتهديد العلمانيّة. وكل ما في الأمر أن عدنان مندريس، رحمه الله، سمح أن يؤذّن باللغة العربية بعد أن كان الأذان مفروضاً باللغة التركية!

لم يكن العلمانيون الذين فرضوا أنفسهم أوصياء على الشعب التركي صادقين مع أنفسهم وعلمانيتهم ولعل ذلك من أسباب انتكاستهم. فهذا العلماني كليشدار أوغلو، منافس أردوغان في سباق الرئاسة صرّح «سنستمر في النضال لإحلال الديموقراطية».

كليشدار من حزب الشعب الجمهوري الذي تولى السلطة عقوداً طويلة بعد إقامة الجمهورية، لم تهنأ تركيا خلالها بالديموقراطية أو الحرية حتى أن الفتيات المحجبات حرمن من حقهن في التعليم بمنعهن دخول المدارس والجامعات وهنّ محجبات.

نزع كليشدار ثوب علمانيته عندما صرح خلال حملته الانتخابية «أنا علوي، تربيت على الإيمان بالله وبمحمد وعلي، مسلم صادق». أما زعيمة حزب «الجيد» العلمانية ميرال أكشينار، فقد ارتأت أنه حان وقت اللعب بالورقة الطائفية الدينية مع حرمتها علمانياً، علّها تحصد مزيداً من الأصوات الطائفية لدعم مرشحها كليشدار، وقالت «لو عشت في تلك الفترة هل كنت سأنضم لجيش معاوية؟ أسألكم جميعاً. أم لجيش علي؟ بالطبع علي»! فات ميرال أنها لوعاشت تلك الفترة لكانت تلبس الحجاب وربما النقاب!

تذكرنا تصريحات كليشدار وميرال المخادعيّن بتصريحات صدام عندما احتلّ الكويت إذ تقمّص فجأة شخصية «عبدالله المؤمن»، مع أنه كان علمانياً بعثياً ويرى الدين رجعيّة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي