No Script

رأي نفطي

الأخضر والأزرق

تصغير
تكبير

في مسعى لإنتاج طاقة نظيفة تهدف إلى الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث، تم الاستثمار وللمرة الأولى بما يفوق 1.7 تريليون دولار في الطاقة الشمسية المتجددة، مقارنة بتريليون دولار في الوقود الأحفوري، وفق تقارير وكالة الطاقة الدولية.

ومع عزوف الشركات النفطية العالمية عن الاستثمار في هذا الاتجاه، قد يكون ذلك سبباً للتراشق بين منظمة «أوبك» و«الوكالة» حول حجم الاستثمارات النفطية والتحوّل عن الأحفوري، مما يسبّب مشاكل أو عجزاً في الإمدادات مستقبلاً. علماً ان الدول النفطية فعلاً تحاول بقدر الإمكان المحافظة على البيئة حسب اتفاقية باريس بتقليل درجة حرارة الكون واننا جزء من الكون، لكن عدم الاستعجال في الاستثمار سيكون له المضار بحكم ان النفط سيبقى المصدر الرئيسي للطاقة، ويحتاج النفط إلى أكثر من 12 تريليون دولار من الاستثمارات لغاية 2045.

في الوقت ذاته، نجد توجه المصافي الخليجية نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، والذي يتم إنتاجه من خارج الوقود الأحفوري، مثل «ارامكو» السعودية من الطاقة الشمسية أو الرياح، و«ادنوك» الإماراتية والمغرب والعراق وعمان البحرين ومصر. في حين ان الهيدروجين الأزرق يتم انتاجه من مادتي النافثا، ومن الممكن الاحتفاظ به أو تخزينه. لكننا مازلنا في المراحل الأولية حول عمليه المعالجة والتخزين. في حين نحن في الكويت مازلنا في مراحل الدراسة والمطاردة بين القطاع النفطي ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.

ويعترف الجميع بان التحوّل إلى الطاقة المتجددة الخضراء بانواعها من الرياح والطاقة الشمسية. لكن على الجميع ان يتفق ويرسم الآليات المطلوبة بدلاً من تبادل الاتهامات. ولن يكون سهلاً التحوّل السريع، علماً انه قبل 5 سنوات كانت الاستثمارات متعادلة بين الأحفوري والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية. في وقت يجب الأخذ بعين الاعتبار ايجاد الحلول للمواد التي تدخل في تصنيع المركبات والتي تأتي عن طريق النفط الأحفوري.

وهناك تنافس قوي بين المعسكرين حيث من المتوقع الاستثمار في الطاقة المتجددة بنسبة 24 في المئة، مقارنة بـ15 في المئة في الأحفوري. حيث تقوم الإدارة الأميركية بتقديم مساعدات وتشجيعات ضريبية بقيمة 380 مليار دولار في إطار التحوّل والاستثمار في الطاقة المتجددة الخضراء، وفي الوقت نفسه تمنح الإدارة ذاتها الشركات النفطية المزيد من الأراضي الفيديرالية للتنقيب والبحث عن النفط الأحفوري! ويكمن ذلك، بأن التحوّل ليس بالعملية البسيطة.

في هذا الخضم، ماذا عن الدول النامية والتي تحاول ان تنهض باقتصادياتها أولاً قبل التفكير في البيئة، وهي لديها مشاكلها على الأرض قبل التفكير بالتحوّل. علماً ان الفحم يُعتبر أكبر ملوث للبيئة على الاطلاق، ومن أكثر الدول المتهمة بالتلوث والتي تستثمر بالفحم، هي الصين وأميركا والهند وروسيا واليابان، وعليها الدور الأكبر للتخلص من الفحم مثلاً.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwati@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي