No Script

الألقاب والمسميات... عادات وتقاليد

صالح الدويخ
صالح الدويخ
تصغير
تكبير

من خلال عملي في الصحافة الفنية في فترة ماضية، قرّرت أن أتعامل مع الممثلين باحترافية أكبر كما هي الحال في الصحف العالمية، وأضع مسمى الممثل قبل اسم أيّ فنان، وكانت التجربة الأولى مع أحد الفنانين الرواد، الذي كانت ردة فعله صادمة بالنسبة إليّ حين قال «هذا قدري عندك؟». طبعاً قدمت له اعتذاري، رغم أنني لم أخطئ، لكن هي ثقافتنا التي سادت، متمنياً أنها بادت بعيداً عن تجميل المسميات مثل النجم الكبير والفنان القدير وغيرهما. بالطبع، فشلت محاولتي في تغيير هذه الثقافة واستيقظت من حلمي وعدت كما كنت صحافياً محلياً تقليدياً.

هذا ينطبق تماماً على الألقاب، فالإنسان العربي بطبعه يعشق التضخيم حين يكون من عِلية القوم، وبما أن الفنانين الخليجيين والعرب يضعون أنفسهم في هذه الخانة، يرون بأنهم الأحق في أيّ لقب يُطلقه الجمهور أو ناقد أو مسؤول عليهم، بل يعتبرونه أحد أهم أسباب شهرتهم.

لكن هذا الأمر ليس له أهمية لدى نجوم العالم، فلم نسمع يوماً مَنْ قال عن لوتشانو بافاروتي «سلطان الطرب»، أو عن النجمة الأوبرالية آنا نيتريبكو «كوكب الغرب»، أو مثلاً عن مارلين مونرو «سندريلا الشاشة الأميركية»، ولا أتخيل أن يكون نجم الراب العالمي إمينيم «سندباد الأغنية في أوكلاند».

لذلك، ترك أصحاب هذه الأسماء قشور النجومية وتعمقوا في ما يقدمونه من أعمال إن كانت سينمائية أو غنائية أو حتى إنسانية استحقوا عليها لقب سفراء للنوايا الحسنة أمثال أنجلينا جولي ودورها في توظيف هذا اللقب من خلال جولاتها في الدول المنكوبة، عكس مَنْ كان يلهث وراء تلك الألقاب وقد يضطر لشرائها لمجرد تلميع سيرته فقط. وحتى أختم الحديث في هذا الجانب، أود أن أستشهد بأبيات الشاعر عبدالرحمن العشماوي التي قد لا تروق للبعض عندما قال:

قد يعشقُ المرءُ منْ لا مالَ في يدهِ

‏ويكرهُ القلبُ مَنْ في كفّهِ الذهبُ

ما قيمةُ الناسِ إلّا في مبادِئهم

‏لا المالُ يبقى ولا الألقابُ والرتبُ

نهاية المطاف: سألني أحدهم، مَنْ هي برأيك فنانة العرب... نوال الكويتية أم أحلام؟ قلت: العرب لم يتفقوا على أمر يخص الأمة... فكيف سيتفقون على فنانة العرب!‏

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي