No Script

أبعاد السطور

مرشّحو الرّقي الأحمر!

تصغير
تكبير

البطيخ الأحمر هو ثمار لنبات يزدهر صيفاً، ويقول علماء النبات إنّ نَسب البطيخ الأحمر يعود أصله إلى عائلة القَرع المحترمة.

للبطيخ الأحمر أسماء شعبية عدة في عدد من الدول، منها: الدُّلَّاعُ، خِرْبِز، شمزي، الرَّقِي، الدلاح، الحبحب، الجح، الجبس وقره.

وللبطيخ الأحمر أشكالٌ عدة، منها تقريباً المستطيل في شكله، والبيضاوي، والدائري، وفي السنوات الأخيرة استطاع اليابانيون إنتاج البطيخ ذي الشكل المربع والبطيخ ذي الشكل الهرمي وفق تقنية زراعية خاصة في ذلك.

بالمناسبة جرّبت الكثير من أنواع البطيخ في العديد من الدول التي سافرت لها، لكني لم أجد ألذّ من البطيخ الذي يُزرع في المملكة الأُردنية.

كان معظم البطيخ هناك كبيراً وممتلئاً بالعافية والطعم الحلو، كنت لمجرد أن أُدخل رأس السكين في أعلى البطيخة حتى تنفتح على الفور وتنقسم لقسمين!

نحن في الكويت نُسمي البطيخ الأحمر (الرَّقِي)، ونحن شعب يُحب الرَّقِي الأحمر منذ الأزل، وهذا يعود لطقسنا الحار جداً ولأننا نحب أكل الأشياء التي في طعمها الحلا.

معظم الكويتيين رجالاً ونساءً قبل شراء الرَّقِي يقفون أمامه بشيء من التوجس والحذر والكثير من التدقيق، ثم يمدون أيديهم نحو الرَّقِيّة المنتقاة ويبدأون يطبطبون على جسدها من الأمام ومن الخلف ومن الجوانب وهم ينصتون بإصغاء دقيق جداً لصوت تلك الطبطبة المرتد من جسد الرَّقِيّة!

وبعد أن يطمئن أبناء الشعب الكويتي من الذكور والإناث لتلك الرَّقِيّة التي فحصوها عبر كفوفهم بالموجات الصوتية، يرفعونها عن بقية زميلاتها الأُخريات بابتسامة عريضة مزحومة بالثقة ونشوة الانتصار، فيتجهون على الفور إلى موظف الميزان بخطوات ثابتة من أجل معرفة سعر الرَّقِيّة التي يظنون أنها حمراء سُكرّية وهم يحتضنونها بكل محبة ولطف.

تخيلت لو أننا كنا حريصين على اختيار وانتقاء المرشحين لمجلس الأمة كحرصنا في اختيارنا وانتقائنا للرَّقِي الأحمر، فتخيّلوا معي لو أن المواطنين الكويتيين ذكوراً وإناثاً قرّروا تطبيق التعامل مع اختيار مرشحي مجلس الأمة كما يتعاملون مع الرَّقِي، ويصبح الشعب في فترة الانتخابات يمشي ويطبطب على جسد كل مرشح يلقاه أمامه، مثلاً في السوق أو الديوانية أو الشاليه أو المقر الانتخابي، وينصت لصوت الطبطبة الخارج من المرشح بعناية!

فكم من مُرشح للبرلمان سوف يتركه ويبتعد عنه الشعب، وكم من مُرشح سوف ينخدع فيه الشعب، وكم من مُرشح سوف يخذل ثقة الشعب!

أما ذلك الرَّقِي الماصخ المعروف بطعمه الرديء والذي وصل للبرلمان أكثر من مرّة للأسف بسبب المعايير غير الوطنية، وذنب تكرار اختيار ذلك النوع من الرّقي هو في رقبة أصحاب تلك الأيادي الذين صمّوا آذانهم عن صوت الطبطبة الوطنية فوق ظهر الوطن!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي