ربيع الكلمات
شباب الكويت... فيهم الخير والبركة
في تقرير صادر عن بنك الاستثمار غولدمان ساكس، ذكر بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة خلال الفترة المقبلة، وأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن هذا قد يعني أيضاً وظائف جديدة وانتعاشاً في الإنتاجية.
وتفيد دراسة شركة برايس ووترهاوس كوبرز، إلى أن 15 تريليون دولار هي المساهمة المحتملة للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي عام 2030، بزيادة بنسبة تصل إلى 26 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات المحلية الحالية.
كما يتوقع الكاتب الأميركي تايلر ويتسمان، في تقريره الذي نشرته مجلة «فوربس» (Forbes) أن يشهد العقد المقبل ثورة في الذكاء الاصطناعي الذي سيغير الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا التجارية، وذكر 6 أنواع من الذكاء الاصطناعي قد تحقق نتائج مذهلة لعملك عند تنفيذها بالطريقة الصحيحة، وأن الأجهزة الذكية حلت محل الأجهزة المنزلية القديمة، وسهلت على الناس حياتهم، بدءاً من أجهزة التلفزيون ووحدات التحكم في الألعاب إلى منظمات الحرارة ومصابيح الإضاءة.
وتوقعت شركة «آي بي إم» (IBM) أن برامج المحادثة الآلية يمكن أن تساعد الشركات على تقليل تكاليف خدمة العملاء بنسبة 30 في المئة، وذلك عن طريق تسريع مدة الاستجابة والإجابة عن 80 في المئة من أسئلة العملاء، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تصبح سرعة ودقة نماذج تحويل الكلام إلى نص وتحويل النص إلى كلام كافية لاستبدال موظفي استقبال المكالمات بالكامل.
ومن نافلة القول، إن الذكاء الاصطناعي سيغير وجه وطبيعة الوظائف وخلال سنوات قليلة جداً مقبلة، وستحل التكنولوجيا مكان العديد من البشر، وهناك وظائف ستختفي وأخرى أكثر ستظهر، ونحن جزء من هذا العالم فيجب أن نستعد لذلك... ولكن لو نظرنا إلى ما يشغل السياسيين والناس لوجدنا أموراً صغيرة لا تستحق أن تذكر.
وبالرغم من حجم وطبيعة التغييرات العالمية إلا أننا مازلنا نعيش في عالم آخر وباهتمامات هامشية، مع نقص كبير في القيم ما يتسبب بمشاكل لاحصر لها، ولعل خير مثال ما حصل للصفوف الأمامية لغير الأطباء وخط الدفاع الأول، فنجد من يعتصم من أجل أن يأخذ المال وقد لايستحقه وهو يعلم ذلك، أو يطالب بمطالب وزيادات دون أن يقدم شيئاً أو جالساً في البيت ولا يعمل، ولعل ما يحصل نتيجة طبيعية لمسؤولين جاءوا إلى مناصبهم بالجينات أو البراشوتات.
ونتيجة هذه المحاصصة أصبحنا نصدر الفساد للخارج، تعليمنا الاسوأ على مستوى المنطقة بشهادة معظم الدراسات والاحصائيات، ومشاريعنا كلفتها دائماً أضعاف كلفة الدول التي حولنا، سنوات وما يشغلنا هو كيف سيتم اصلاح الشوارع؟! وهل تحتاج دروازة «العبدالرزاق» كل هذه السنوات حتى يتم اصلاحها...؟ ثم فجأة توقف العمل فيها، معقولة حتى منصب رئيس القسم يحتاج إلى محاصصة وواسطة!
الإصلاح ممكن ولكن يحتاج إلى عزيمة وإرادة وفريق يتم اختياره على أساس كفاءة ومواطنة، والتشخيص السليم يمثل نصف العلاج، والمهمة الأكبر تقع على عاتق الحكومة لأن بيدها كل شيء تقريباً، وبوابة ذلك إصلاح الوضع السياسي، فقانون الانتخاب يجب أن يغير حتى نحد من العمل الفردي إلى العمل الجماعي المبني على برامج عمل، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وشباب الكويت فيهم الخير والبركة ومتخرجون من أفضل الجامعات، وقادرون على النهوض بالبلد وفي وقت قصير، ولديهم روح التحدي والاصرار... والأهم إعطاؤهم الفرصة لتحقيق ذلك.
