No Script

من الخميس إلى الخميس

القلق المَرَضي والمخدرات

تصغير
تكبير

هناك من ستة إلى سبعة آلاف مُراجع لمركز الكويت للصحة النفسية، صرحّت بذلك الدكتورة خلود العلي مديرة المركز، هذه الأرقام كبيرة بالنسبة إلى دولة صغيرة، والذي يزيد الأمر خطورة أن 60 ٪ من هؤلاء يراجعون بسبب مرض اضطرابات القلق.

هناك فرق بين القلق الذي هو صفة بشرية معتادة وبين اضطرابات القلق، فالقلق الطبيعي يعني تضافر عناصر إدراكية وسلوكية لخلق شعور غير سار يرتبط عادة بعدم الارتياح والخوف أو التردد.

غالباً يصاحب القلق الطبيعي سلوكيات تعكس حالة من التوتر وعدم الارتياح، وبالطبع لا يوجد إنسان في هذه الحياة لم تمر عليه تلك اللحظات، ولكنها ردّة فعل طبيعية تنتهي بانتهاء الحدث.

أما القلق المرضي فيُسمّى اضطرابات القلق وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات العقلية التي يُلازمها شعور بالخوف والقلق. وقد يصبح هذا القلق مستمراً ومتواصلاً على شكل خوف ورعب من أحداث مستقبلية في مفهوم يشابه مفهوم الشخصية العصابية. ولكن هل هناك فروقات بين البشر في وقوعهم باضطراب القلق؟

الجواب أتى من علم الجينات الذي كشف أن هناك شخصيات تحمل جينات تجعلها عرضة أكثر من غيرها لينالها هذا القلق المرضي، ولكن هذا الخلل الجيني ليس منتشراً، وقد بينّت بعض الدراسات أن هناك عوامل خارجية هي أكثر قوة من الجينات في جعل القلق مرتبطاً ببعض الناس، وأهم هذه الأسباب استخدام بعض الأدوية والسقوط في تعاطي الكحوليات أو الإدمان. إذاً، نحن أمام أعداد كبيرة من ظاهرة مرضية أثبت الطب ارتباطها باستخدام الكحوليات والمواد المخدرة.

لقد حان الوقت لنسأل هل هذه الأرقام الكبيرة للقلق المرضي بسبب زيادة التعاطي في مجتمعنا؟

سؤال يحتاج إلى الاستفادة من لغة الأرقام التي أظهرتها مديرة مركز الكويت للصحة النفسية، الاستفادة من هذه الإحصائيات لأجل الحصول على استنتاج علمي يكشف لنا جميع جوانب الصورة.

إنّ القلق المرضي يُنهي عطاء الإنسان ويجعله منطوياً غيرَ قادر على استخدام قدراته ومن هنا خطورة هذا المرض على التنمية لا سيما إذا عرفنا أن معظم المرضى من الشباب.

لقد حذّر الكثيرون من تعاطي المُسكرات وسوء استخدام العقاقير

وها نحن نرى الآن أمراضاً مرتبطة بهما تنتشر لدينا.

نحتاجُ فعلاً اليوم أكثر من أي وقت مضى للتصدي للإدمان، ولن نجد أفضل من العِلم والدراسات لمعرفة أبواب الشر تلك وإغلاقها للأبد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي