No Script

نقطة على الحرف

التطور الديموقراطي

تصغير
تكبير

ما أجمل أن تكون لديك مساحة من الحرية تُعبّرُ فيها عن آرائك وتنتقد نقداً بناءً هادفاً لا هادماً من أجل الإصلاح وتصويب المسار...

الديموقراطية نظام حياة كفلته جميع الشرائع السماوية وخطته الدساتير الوضعية ونجت بواسطته أمم وشعوب من أُفق الظلام إلى منارات الحضارة والازدهار...

نحنُ في الكويت حَبانا الله بهذه النعمة التي جُبلنا عليها منذ نشأة كياننا مروراً بدستور عام 1962 إلى هذا اليوم ونتأمل بأن نتطور به إلى الأفضل... هناك من يحنق ويتذمّر من مما يسمى بتعثر هذه الديموقراطية وعدم مضيها قدماً، وقد يكون هنا جزء من الصواب لعوامل كثيرة ولكننا نغفل حقيقة واضحة وهي أن الدول الديموقراطية والتي يُشار إليها اليوم بالبنان لم تصل إلى ما وصلت إليه إلّا بعد تجارب ومخاضات عسيرة.

فهذه الديموقراطية البريطانية بدأت من (الماغنا كارتا) في القرن الثالث عشر، وظلت تتطور حتى منح المرأة حق التصويت في القرن العشرين... ولقد أخذت هذه الديموقراطية ما يقارب القرنين ونصف القرن للانتقال والتطور من الديموقراطية النظرية المحدودة والمركزة في طبقة الأغنياء والأعيان إلى ديموقراطية مكتملة المعالم في الربع الأول من القرن الماضي، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن النظم السياسية والاجتماعية كثيراً ما تحتاج إلى وقت للتطور وفقاً لمعايير الشعوب وتقاليدها.

ما دفعني لهذا الموضوع هو الاستحقاق البرلماني المقبل، وما يتداول وللأسف من شريحة كبيرة في المجتمع عن جدوى البرلمان؟ وماذا فعل؟ وأسئلة كثيرة؟ تدور في مجملها حول الإحباط من العملية الديموقراطية؟ وللدرجة التي توحي بالعزوف عن حق المشاركة وهي أمور يجب تصويبها وتوعية الرأي العام بخطورتها على المدى القصير؟

فالمشاركة واجب وطني لضمان تطور تجربتنا البرلمانية بالرغم من الإخفاقات وهي متوقعة في أي ديموقراطية ناشئة.

الأمر الآخر والذي يجب التحذير منه هو عدم دغدغة مشاعر الناخبين بقضايا ذات نفس عنصري أو طائفي، بل يجب أن تكون لغة التنافس قائمة على برامج ذات صبغة وطنية تكون ذات مردود إيجابي على الوطن والشعب وهي كثيرة والجميع يدركها، فالخطاب العنصري معول هدم لا بناء يبعث على الكراهية، ونستذكر قول الزعيم نيلسون مانديلا بعد خروجه من سجن الفصل العنصري: (عند خروجي من السجن أدركت أنه إن لم أترك كراهيتي خلفي فإنني سأظل سجيناً).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي