No Script

رأي نفطي

الحلو والمر... والفرق بينهما

تصغير
تكبير

الحلو والمر... مصطلحان متداولان في الأسواق النفطية للتفريق بين النفط الحلو والمر، لكنّ ثمة تساؤلاً: أين النفط الخام الكويتي منهما ونفوط الخليج العربي؟

الحلو، هو ما يُسمى بعض الأحيان بالخفيف بسبب نسبته المتدنية من مادة الكبريت ما دون 1 في المئة وارتفاع الكثافة النوعية مابين 43 و45 درجة، في حين أنّ النفط المر، الأعلى في مادة الكبريت وأحياناً يتجاوز 4 في المئة والكثافة النوعية عند31 درجة.

والنفط الحلو أعلى سعراً لما يحتويه من نسبة ضئيلة من الكبريت ومحتواه من مواد كربوهيدراتية، وعلى نسب عالية من المشتقات النفطية الخفيفة مثل البنزين والنافثا والديزل. والتي تحقق عوائد مالية عالية للمصافي، بعكس النفط المر الذي يحتاج إلى المصافي المتقدمة عالية الكلفة لانتاج المشتقات النفطية عالية الجودة، وبعد استخلاص مادة الكبريت من النفط الخام عن طريق التكرير عند درجات عالية وتكسير وتفتيت الجزيئات للوصول إلى نسبة قليلة جداً تكون مقبولة للمستهلكين في الأسواق العالمية، كما هو الحال للمصافي الكويتية الثلاث بعد تحديثها.

ومن أشهر النفوط الخفيفة والمتداولة في الأسواق هما نفط بحر الشمال «برنت» والنفط الخام الأميركي «دبليو. ت. أي.». في حين يمثل الأول النفط الخام الأوروبي وهو الأكثر تداولاً للبيع والشراء والمضاربات اليومية. وتكمن أهميته أيضاً عند عمليات بيع جميع النفوط إلى أوروبا دون استثناء. حيث يتم التعاقد على سعرمؤشر نفط برنت يوم وصول الشحنة عند معدل 7 أيام أو معدل شهركامل أو معدل تسعيره لمدة 30 يوماً، وذلك وفق سياسة إدارات التسويق المختلفة.

مثلاً يباع النفط الخام الكويتي إلى أوروبا ويحتسب بمعدل سعر برنت، ثم يتم خصم دولارات عدة بسبب فرق النوعية وأهمها الكبريت. لكن في بعض الأحيان يحدث العكس وقد تطالب الكويت بعلاوة في حال شح الإمدادات النفطية، خاصة أن الأسعار في آسيا مربحة أكثر ومستدامة واسواقها طبيعية بالنسبة لدول الخليج العربي. لكن ايضاً يجب ان تكون لنا بدائل خاصة، حيث إننا في الكويت كنا نمتلك أكثر من 3 مصافي في أوروبا، لنمتلك الآن مصفاة في ميلانو في ايطاليا.

الشيء ذاته بالنسبة للنفط الخام الأميركي، إلا أنّ الكميات التي تصدر إلى أميركا قليلة جداً، خاصة وان معدل النطاق السعري للنفط الخام المنحفض مقارنة بالنفوط الأخرى ما بين 3-4 دولارات لصالح برنت و5 دولارات أعلى من نفط عمان مثلاً. ثم التوجه إلى أميركا لأسباب خاصة ومنها مثلاً للوصول الى معدل انتاج معين أو المحافظة على بعض الزبائن على المدى البعيد بكميات بحدود 50.000 الف برميل تشحن مع شحنات نفطية أخرى.

أما الشحنات النفطية التي تتجه نحو آسيا، الهند والصين واليابان فانها تسعر على معدل نفطي دبي وعمان، مع إضافة علاوة أو خفضها حسب الوضع النفطي في الأسواق النفطية، ومعدل سعر معدل النفطين عند 75 دولاراً للبرميل، مقابل 72و 76 دولاراً لنفط خام برنت. ومن المحتمل في هذه الحال ان تفرض الدول النفطية الخليجية علاوات لمساواتها بنفط خام برنت.

وهناك ايضاً النفوط الثقيلة، والتي تتمركز في دول الخليج وكذلك فنزويلا حيث تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط الرملي الثقيل والمكلف فعلاً في انتاجه والحاجة إلى احدث التقنيات وإلى ارتفاع في أسعار النفط لتغطية المصاريف.

بصورة عامة، النفوط المرة والثقيلة متركزة أكثر في دول الخليج العربي، واحتياطياتها النفطية الهائلة باتت فعلاً بحاجة إلى التطوير وزيادة الإنتاج لمقابلة الطلب العالمي على النفط، وذلك مع امتناع الشركات النفطية بزيادة استثماراتها النفطية في سبيل المحافظة على أرباحها وتدفقاتها المالية. مع التفكير المستمر والحذر والتردد من البديل والبدائل للتوجه العالمي إلى بيئة نظيفة والمحافظة عليها والابتعاد عن الأحفوري.

وحتى ذلك الحين علينا الاستمتاع بالنفط بنوعيه، وإمكانية مصافينا من منافسة جميع النفوط وزيادة عوائدنا المالية.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي