No Script

ارتفاع أصوات بيئية للمطالبة بتحويل مرتفعاتها إلى مزار سياحي

«كاظمة» أرض الحرب والسلام... تشتكي الإهمال والتعديات

تصغير
تكبير

صرخة ألم أطلقها عدد من النشطاء البيئيين وأساتذة التاريخ الذين تحدثوا لـ«الراي»، مُعبّرين عن أسفهم للحالة التي وصلت لها تلال كاظمة التي تضم منطقة جال الزور وعدداً من المناطق الأخرى.

وشدّدوا على «أهمية الالتفات لهذا المعلم التاريخي والإسلامي، الذي كان شاهداً على صفحات تاريخية متنوعة من بينها معارك حربية، ولذا يسميه البعض بأرض الحرب والسلام، فضلاً عن أهميته البيئية والجغرافية»، داعين إلى «تحويل هذا المكان لمحمية طبيعية ومقصد سياحي من أجل المحافظة عليه».

جنان بهزاد: تحويل هذا المعلم لمقصد سياحي


جنان بهزاد

شدّدت أمين عام الجمعية الكويتية لحماية البيئة جنان بهزاد، في تصريح لـ«الراي»، على ضرورة «الالتفات لتخصيص هذه المنطقة كمحمية للمحافظة على خصائصها الطبيعية البارزة والتنوّع البيولوجي والموائل المرتبطة بها، وحمايتها لكونها مهمة للأبحاث العلمية المرتبطة بعمر الصخور والطبيعة الترسيبية لها»، مشيرة إلى أن ذلك «من شأنه حماية التنوّع البيولوجي للمناظر الطبيعية سواء البرية والبحرية التي خضعت لتغييرات رئيسية، وحماية هذا الموقع الذي يحمل قيمة ثقافية وتاريخية وأثرية، من أجل الترويج للسياحة البيئية في هذه المنطقة».

واعتبرت أن «تحويل هذا المعلم لمقصد سياحي يُحقق العديد من الأهداف والغايات المترتبة على ذلك، منها العائدات الاقتصادية، فضلاً عن الاستفادة التي ستعود على القطاعات التعليمية والبحثية المتخصصة المعنية بالجيولوجيا والموائل الطبيعية».

عبيد الشمري: يُمكن تحويل المنطقة لغابات زراعية... بسهولة


عبيد الشمري

حذّر الناشط البيئي عبيد الشمري صاحب محمية السدر، في تصريح لـ«الراي»، من أن «بر كاظمة وخاصة منطقة جال الزور يحتاج لاهتمام حكومي، وتحويلها لمناطق تراثية تنضم للمتاحف التي تحفظ تاريخ الكويت»، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة أن «يقوم المجلس الأعلى للبيئة بحماية تلك المنطقة من التخريب الذي تتعرّض له وخاصة خلال فترة الربيع والشتاء».

وأشار إلى أن «تحويل هذه المنطقة لغابات زراعية أمر سهل، شريطة أن يتم اختيار النباتات التي تتحمل درجات الحرارة العالية وستعمل هذه الأشجار كمصدات هوائية، ويمكن حفر بئر ارتوازي لري المنطقة بأكملها وتخضير تلك المنطقة لتقليل درجات الحرارة، ومكافحة التصحّر».

سعد الحيان: المَعلم يتعرّض للعبث من الذين لا يعرفون قيمته التاريخية


سعد الحيان

قال الناشط البيئي سعد الحيان لـ«الراي»، إن «هذا المعلم، الذي تغنى به في الجاهلية امرؤ القيس وفي الإسلام الشاعر الفرزدق، ثم أتى حديثاً المطرب شادي الخليج والمطربة سناء الخراز ليتغنوا به خلال الاحتفال بالأعياد الوطنية، كان شاهد عيان لمعارك تاريخية مثل معركة ذات السلاسل بين المسلمين والفرس. للأسف نجده الآن يتعرض للتدمير والعبث من الذين لا يعرفون قيمته التاريخية».

وشدد على أن «هذا الإرث التاريخي الذي يحمل الهوية الوطنية الكويتية يجب حمايته سريعاً لأنه يمثل ثروة وطنية»، مشدداً على «أهمية تحويله لمقصد سياحي عالمي، وإعادة تأهيله بزراعة الأشجار وإطلاق الحيوانات الفطرية التي كانت تسكنه ليعود لسابق عهده».

سلطان الدويش: واحدة من محطات طريق الحج


سلطان الدويش

شرح مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سابقاً الدكتور سلطان الدويش الأهمية التاريخية والجغرافية لمنطقة كاظمة، موضحاً أنها «تقع على الجزء الغربي من جون الكويت، وهي مجموعة من التلال المطلة على ساحل البحر، يحدها من الجنوب جون الكويت، ومن الشرق منتزه الكويت الوطني، ومن الغرب منطقة تُسمى الكويكب، ومن الشمال والشمال الغربي منطقة مياديين ومرتفعات جال الزور» وقال في تصريح لـ«الراي» إنها «كانت تُعد واحدة من محطات طريق الحج والتجارة من البصرة باتجاه الحجاز، فصارت نقطة التقاء للذاهبين والعائدين بين كاظمة ومكة واليمامة وهجر وغيرها من الأماكن القريبة منها»، موضحاً أن «موقعها يتميز بأنه على ملتقى طرق برية وبحرية وأهمها طريق الدو، ويعتبر من الطرق المهمة المتجهة من أرض الكويت إلى وسط الجزيرة العربية، وطريق المنكدر باتجاه البصرة، والطريق البحري الساحلي، والطريق من البصرة إلى مكة».

الصحابة على أرض كويتية

بيّن الدويش أن «أهم حدث وقع على أرض كاظمة كان سنة 12 للهجرة في كاظمة، هو (معركة ذات السلاسل)، وهي واحدة من أكبر المعارك الإسلامية التي حدثت على أرض الكويت بين المسلمين والفرس، وعرفت كذلك باسم يوم كاظمة وشارك فيها عدد من الصحابة».

ماؤها... شروب

لفت الدويش إلى أن «عمليات المسح الأثري حدّدت العشرات من المواقع الأثرية في تلك المنطقة، ومنها آبار كاظمة التي وصفتها المصادر التاريخية بأن ماءها شروب (صافٍ)، فقد ظهر من خلال المسح الأثري أن المستوطنة تشرف على عيون ماء تُسمى في الوقت الحاضرعين الخرفشي وعين غضي ولا يتعدى عمق الآبار في كاظمة 3 - 5 أمتار وقد بُنيت غالبيتها بالحجارة وبعضها نحت في الصخور الصلدة في هذه المنطقة».

والد الفرزدق مدفون فيها

لا تتوقف الأهمية التاريخية والأدبية لمنطقة كاظمة عند كونها كانت محل اهتمام كبار الشعراء في الجاهلية والإسلام، بل لاحتوائها رفات والد الشاعر الكبير الفرزدق الذي دفن في جبل المقر في وسط كاظمة. أما الشاعر العباسي مهيار الديلمي فقد تغزّل بنسيمها العليل، قائلاً:

يا نسيم الصبح من كاظمة

شُدَّ ما هجت الجوى والبرحا

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي