No Script

عبدالكريم... عبدالحليم

تصغير
تكبير

سيارات السبعينات والثمانينات في القرن الماضي لا تخلو من شريط الكاسيت أو شريط «الكاترج» للفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر، فهو صوت الحب والرومانسية. وتلك الفترة، حين كان التواصل صعباً، فلا هواتف نقالة ولا مواقع اجتماعية، فقط صوت «أبا خالد» كان مرسال الحب بين الأحبة.

من منا لا يتذكّر «تأخرتي»، «وداعية»، «الوجه الصبوحي»، «رد الزيارة»، «للصبر آخر»، «يكفي خلاص»، «سامحني»، «ما نسينا»، «بسك زعل»، «أحوال العاشقين» وكثير من الإبداعات الجميلة التي شارك فيها شعراء وملحنون من الكويت والعالم العربي (يوسف المهنا، عبدالرحمن البعيجان، أحمد باقر، سليمان الملا، أنور عبدالله، طارق العوضي، مشعل العروج، طلال مداح، عبدالرب إدريس، بدر بورسلي، عبدالله العتيبي، فايق عبدالجليل، مبارك الحديبي، عبداللطيف البناي، ساهر، الأمير خالد الفيصل، الأمير فيصل بن سلطان) وغيرهم كثر من المبدعين، رحمة الله على مَن فقدنا منهم وأطال الله في عمر من هم بيننا.

عندما كان لدى الشباب المصري عبدالحليم حافظ أيقونة الحب، كان لدى الكويتيين عبدالكريم مرسال الحب العذري، كانت الكويت وقتها منارة للثقافة والفن والإبداع، مجلة العربي وعالم الفكر والمسرح الكويتي والفرق المسرحية التي كانت تدخل مسابقات المسرح العربي وتحصد المراكز الأولى، ومجلة العربي التي كانت تُقرأ من المحيط إلى الخليج جامعة الثقافة العربية، والحفلات الغنائية التي يتمنى كل فنان عربي أن يشارك فيها كي يحصل على اعتماد الجمهور الكويتي الذوّاق.

الكويت وقتها كانت ولّادة بالفنانين والمثقفين والمفكرين، في ذلك العصر ظهر الفنان الراقي الرقيق ذو الصوت الجميل عبدالكريم عبدالقادر حين كانت الكويت حاضنة للثقافة والفنون والآداب ومنارة العلم والنهضة قبل دخولها إلى عصر الانهيار والانحدار في كل شيء.

رحمة الله عليك يا أبا خالد، كنت الصوت الذي يفرح قلوبنا قبل عقولنا وأسكنك فسيح جناته يا صوت وطن النهار.

الله يرحمه ويغفر له.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي