«أميلُ إلى الدراما الحقبوية والتراثية»

محمد أنور لـ «الراي»: حان الوقت لكي أعود كمُخرج

محمد أنور
محمد أنور
تصغير
تكبير

- ليس من تخصصي أن أحلّ مشاكل وهُموم المجتمع
- مقولة الفن رسالة... وضعت الدراما الخليجية في قالب النمطية لسنوات عدة
- أعمالي جزء مني... لا يتجزأ
- سعد الفرج وخالد أمين... عيناي اليمنى واليسرى

فيما اعتبر الفن ترفيهاً أكثر من كونه رسالة، قال الكاتب الشاب محمد أنور إنه ينحاز إلى الماضي بكل تفاصيله، ولذلك فإن معظم أعماله التلفزيونية تحمل طابع التراث والحقب الزمنية القديمة.

وفيما أعلن في حوار مع «الراي» أن الوقت حان لعودته إلى ساحة الإخراج، أوضح أنور أن كل عمل يكتبه هو جزء منه، مؤكداً حرصه الشديد على نصوصه، التي أكد عكوفه لشهور طويلة على كتابتها، بالإضافة إلى تواجده المستمر في مواقع التصوير، لضمان ترجمة الشخصيات بالصورة التي يتخيلها على الورق.

ولفت إلى أنه بصدد كتابة مسلسل جديد يُضاف إلى سلسلة أعماله السابقة، مثل «الديرفة» و«محمد علي رود» و«الناموس»، لكنه سيكون مختلفاً، شكلاً ومضموناً، عمّا قدمه في السابق.

• بداية، ما تفسيرك لما تردده بأن الفن ترفيه وليس رسالة؟

- عندما أصرّ على أن الفن ليس برسالة، فلا أعني أنه خالٍ من القيم والأخلاق، إذ إن المشاهد يعيش مع القصص التي نكتبها وينشغل في كل تفاصيلها، وهي الفرصة الوحيدة التي يمكنه من خلالها الهروب من الواقع والعيش في عالم افتراضي طوال فترة عرض العمل.

وإن عاملنا الفن على أنه رسالة، فسوف نضع كل ما نكتبه في خانة الأعمال التربوية.

هناك أعمال قدمت مثل «إلى أمي وأبي مع التحية»، فمثل هذه الأعمال كانت مخصصة لكي ينشغل معها الأطفال والمراهقون في الزمن الذي طرحت بها.

• إذاً، أنتَ لا تضع الحلول حين تطرح القضايا في كتاباتك؟

- لا اكتب هذا النوع من الأعمال وليس من تخصصي أن أحلّ مشاكل وهموم المجتمع، ولكنني مؤمن بأن الفن هو مرآة المجتمع.

وظيفتنا كصنّاع الترفيه أن نعكس هذه المرآة. أما مقولة الفن رسالة، فقد وضعت الدراما الخليجية في قالب النمطية لسنوات عدة، لأنها فرضت على الكتّاب أن يحلوا مشاكل المجتمع، وأبسط مثال هو إن كانت هناك شخصية تتعاطى المخدرات، فيجب في الحلقات الأخيرة أن تتوب أو تموت أو تصاب بمرض لكي نبيّن للجميع أن تعاطي المخدرات خطأ... هذا النوع من التداول أراه من وجهة نظري خطأ وسطحية نوعاً ما، فأنا أحب أن أخلق شخصيات يعيش ويتعاطف معها ويشعر بها المشاهد وهو من يحكم على تصرفها.

• ما سبب غيابك هذا العام عن الدراما؟

- «أريّحْ»، إذ ليس لديّ هوس التواجد كل عام لمجرد التواجد.

• معظم أعمالك تنحاز إلى الدراما التراثية والحقبوية مثل «الديرفة» و«الناموس» و«محمد علي رود»، فهل تشعر بالانحياز لهذه الأزمنة القديمة؟

- بالطبع، أميل إلى الأعمال الحقبوية لأنني أعشق الماضي بمفرداته وأزيائه وقصصه، وهو هروب من الواقع بالنسبة إليّ. فالماضي يحمل الكثير من التساؤلات والثراء الفني، خصوصاً في الكويت، أما الواقع في الوقت الحالي، فأصبح مقتصراً على استخدام التكنولوجيا التي تبسط كل العقد الدرامية، على عكس الوضع في السابق حيث كنا نتواصل بشكل مباشر، والآن نتواصل عن طريق الهاتف، وأغلب الوقت من خلال مواقع «السوشيال ميديا».

هناك كتّاب يجيدون الأعمال المعاصرة، لكنني أفضّل البقاء في الماضي.

• نراك حازماً في عملك وشديد الحرص على ما تكتبه، ويتجلّى ذلك من خلال تواجدك المستمر في موقع التصوير، فهل هذا سر من أسرار نجاحك؟

- أنا شديد الحرص على كل أعمالي، حيث أقضي أشهراً طويلة في مرحلة الكتابة.

وأعتبر كل ما أكتبه جزءاً مني لا يتجزأ، لهذا ترونني دائم التواجد في مواقع التصوير، لكي أراجع الحوارات والشخصيات مع الممثلين وفريق الإخراج، لأنني أحب أن تصل القصة كما تخيلتها لعين المشاهد.

• ما جديدك الدرامي للمواسم المقبلة؟

- مشغول حالياً في كتابة مسلسل تلفزيوني لموسم شهر رمضان المقبل، ولا أفضّل الإفصاح بالكثير عن تفاصيله كي يظلّ مفاجأة لكل من تُهمّه مسلسلاتي، ولله الحمد في السنوات الماضية صنعت لنفسي مكاناً في قلب الجمهور، بحكم أن أعمالي غير اعتيادية، لما تتضمنه من قصة وأحداث خارجة عن السائد الدرامي.

فكل مسلسل أقدمه يكون مختلفاً عن الآخر، فمثلاً مسلسل «الديرفة» رومانسي - اجتماعي، وسلسلة «محمد علي رود» احتوت على الفولكلورالكويتي، وأيضاً مزجت بها الرعب، و«الناموس» جريمة وتشويق، في حين لن يكون العمل المقبل أقل من الأعمال السالف ذكرها.

• بما أنك تميل إلى الإخراج، هل سنراك مخرجاً لأعمال بعض الزملاء من الكتّاب؟

- أنا مخرج بالأساس، ودرست الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة وبريطانيا وأخرجت عدداً من الأفلام القصيرة، فالكاتب الذي يخرج أعماله هو خير من يترجم النص إلى الشاشة.

بالطبع أتشرف بإخراج أعمال لزملائي الذين أحترم كتابتهم وأقدرها، ولكن في البداية سأخرج أعمالاً من تأليفي.

• ما أبرز ما قدمته كمخرج؟

- قدمت كمخرج ومنتج أيضاً إعلانات تجارية في الكويت والإمارات، ولكن توقفت عن الإخراج بسبب انشغالي بالكتابة، وأتوقع أنه حان الوقت لكي أعود كمخرج.

• عندما تكتب، هل ترسم الإخراج للأحداث والشخصيات من باب خبرتك الإخراجية؟

- كل من عمل معي يجد أنني أضع الحلول الإخراجية في كتاباتي، بالإضافة إلى القيام بوصف متكامل لكل مشهد.

• ما سر تمسكك في كل أعمالك بالفنان القدير سعد الفرج والفنان خالد أمين؟

- أنت سألتني عن عيني اليمنى وعيني اليسرى.

فالفنان القدير سعد الفرج هو مدرسة فنية أتعلّم منها في كل لحظة أتحاور معه، فهو حريص على كل مفردة في النص، لأنه كاتب مسرحي وتلفزيوني، وله تاريخ يجب أن يُدرّس.

أما الفنان خالد أمين، فهو حالة استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، إذ إنه حريص على فنه، وله طموح فني، كما يعد أكبر مشجع بالنسبة إليّ في الوسط الفني وأعتبره ذراعي اليمنى.

أضف إلى ذلك، أن كل ممثل عملت معه يمتلك الكثير من الخصال.

ومن حسن حظي أنني عملت مع فنانين «قلبهم قوي» ودائماً ما يريدون أن يكونوا مختلفين وبعيدين عن النمطية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي