No Script

أبعاد السطور

الانتخابات والشاعر ستموني !

تصغير
تكبير

في فيلم (الكيف) الذي تم إنتاجه عام 1985، يقرر (جمال أبوالعزم) الشخص غير المبالي الذي يقوم بتمثيل دوره الفنان محمود عبدالعزيز، بأن يُصدر ألبوماً غنائياً شعبياً، فيتجه للتعاون مع شاعر رخيص الفكر يكتب القصائد التافهة يُدعى (ستموني).

جمال أبوالعزم، كان متعمداً في أن يتعاون مع ستموني الشاعر ذي القصائد الهابطة ذوقياً، لأنه يظن أن معظم الناس أصبحت لا تهتم بالكلمة الراقية ولا تبحث عنها!

ومما كتب الشاعر ستموني:

يا حلو بانت لبتك... اول ما دابت قشرتك

تحرم عليا محبتك... وراح اتوب عن سكتك

القلب منك مليان جفا... والصبر من قلبي انتفا

وضاع معاه كل الصفا... ضيعته بعندك يا قفا!

وبالفعل يُصدر جمال أبوالعزم ألبومه الغنائي الأول بالتعاون مع الشاعر ستموني، ويكون النجاح الكبير حليفهما، ويصبح ذلك الألبوم الشعبي مطلوباً عند الناس بشكل كبير!

نحن الآن في الكويت نعيش فترة انتخابية جديدة لمجلس أُمة جديد، وسيتقدم الكثير من الأشخاص لترشيح أنفسهم لعضوية البرلمان، وسيجد بعض أولئك المرشحين الكثير ممن يلتف حولهم ويصفقون لهم ويهتفون باسمهم ويدعمونهم دعماً يكون في أحيان عديدة دعماً أعمى (!) لا يستحقه بعض أولئك المرشحين، إما بسبب طرحهم الهابط حيث لا فكر ولا برنامج انتخابياً حقيقياً، وإما بسبب صلة القرابة والحمية التي هي على حساب الوطن، وترديد كلمة: تكفون تكفون وإما بسبب وعود انتخابية رخيصة المنطق تدغدغ جيب المواطن متعلقة بمنحة نقدية أو إسقاط للقروض!

في عمليتنا الانتخابية لا نريد وجود مُرشح يشبه روحياً وفكرياً جمال أبوالعزم، ولا نريد ناخبين يتنازلون عن القيمة الوطنية والفكرية كما تنازل الشاعر ستموني عن قيمة المعاني الجليلة وعن أهمية الذوق الرفيع.

حفظ الله الكويت وأهلها ومَن عليها، وسدد خُطى أميرنا الوالد وولي عهده الكريم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي